دخول



ملتقى الطلاب الليبيين للدراسة في الخارج، اخر قرارات الإيفاد، التفويضات، إدارة البعثات


descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyقصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
للقاص المبدع عبدالباسط الحمري

هرعت فاطمة مسرعة، إلي بيت الحاجة أم العز حيث أمها هناك؛ تقوم بإجراء قرعة بين عجائز الحي، اللائي اشتركن في جمعية مالية, دخلت فاطمة وهي تصيح، أمي يا أمي عبد المولي صدر له قرار إيفاد للخارج, قفزت سدّينا من الفرحة، وأطلقت زغروتة عالية، وفرح لفرحها كل العجائز وصرنا يهنينها، ويهزجن معها بشتَّاوى « يا مبروك عليه إيفاده، واليوم انقهروا حساده » و «اللي منحتم بالدولار، إنشا الله ما نذوق لهم نار » و «إنشا الله مايعوز التمديد، اللي تماله شان جديد ».
خرجت سدّينا إلي بيتها ، وهي توصي رفيقاتها: بكره الفطور عندي وبيش تبلغن فضاوي.
استقبل عبد المولي الخبر بفرح شديد، فاق فرحته بعودة أبيه من الحج، الذي حج بمبلغ 6600 دينار اضطروا لبيع أغنامهم التي تركها لهم جده وسيارتهم كي يوفروها، بالإضافة إلى حدايد سدّينا.
أعد الحاج مفتاح مأدبة عشاء لأهل الحي، على شرف ابنه عبد المولي الذي صدر له قرار إيفاد, امتلأ المنزل، والخيمة، ومنزل الجيران, وكالعادة سد طريق الشارع، كي يستطيع المعزومين ركن سياراتهم، و فتحت حوارات طويلة بين الحضور، كان أحد أبطالها الحاج منصور: توا يا حاج مفتاح البلاد اللي ماشي لها عبد المولي ايسما لوغته، وبعدين بناخي عيت بوسوكايه له سنين غادي أساع يلقاه قدامه، قالوا متزوز نصرانيه ومتريح عالخبر. وكان البعض الآخر يردد: تعاته يأخذ معاه دبش راه إلا صقع ويخطا النصارى راهم يشربوه سكير. « في الموروث الثقافي عند البادية الخمر، هو اكبر الأخطاء وهو ذنب لا يغتفر, فكل شيء من الممكن تقبله وتفهمه كالزنى، والسرقة، والقتل, لكن شرب الخمر ذنب وعيب كبير ينزل من قيمة الرجل بين أهله وعشيرته ويواطئ بوجهه» وبينما كانت هذه النقاشات تطرح والضحكات تتعالي، كان هناك شخص خيل للحضور انه يعرفهم جميعا كان يمعن النظر إليهم، ولكن في الواقع أنه كان مكلف بعدهم، لإبلاغ أبوالقاسم المايسترو، الذي عصب منشفا علي رأسه، وفجأة صاح احدهم: أربعه أربعه ياخوانا وفكونا من الثلاثات احترمونا كيف مانا محترمينكم.
انقض الحضور علي الرباعات وفتكوا بالرز واللحم, طلب احدهم ملعقة صغيرة لابنه, وطلب أخر تغيير لحمة كتف بلحمة صوابع, وطلب البعض تغيير علب المار يندا بعلب بيبسي, وطلب البعض الأخر بيبسي دايت بحجة إصابتهم بمرض السكري، فهم من أبناء الشعب الحلو, وطلب الحاج مفتاح أدوات غسل «محبس وسخان» للحاج أكريم لأن عظامه تؤلمه، وخاطبه قائلا: «عليْ ليمين ماتصبي أساع يجيك غسول هنا» لحظات وكانت فرقعة الصحون والملاعق تملأ المكان, وأمسكت الأيادي بالعيدان وبدأت عمليات التنظيف والتسليك لأسنان الحاضرين المتهالكة.
وبعد انتهاء الوليمة أخذ الحضور في الانصراف وهم يتمتمون بعبارات مختلفة : « ان شالله يمشي ويجئ طيب, المشي خيرله ايش درنا به نحنه المقعد, عبد المولي ما عليش خوف»
بعدها كان الصمت يملأ المكان، معلنا انتهاء معركة كانت قد اندلعت, كان كل شي علي غير طبيعته الوسائد في كل مكان, والمقاعد( الطراريح) من كل الألوان ليست في أماكنها الاعتيادية، وبعضها قد تم طيه للجلوس عليه, وعلب السجائر الفارغة وبقايا الدخان(العقابات) تركها المدخنون علي الأرض، وكذلك عيدان تنظيف الأسنان, وبعض أكواب الماء انسكبت علي الأرض, وحائط المربوعة بطلائه الجديد اتخذه بعض العاجزين متكأ لهم عند نهوضهم، من علي الرباعات فكانت بصماتهم( الخميسات ) مرسومة في كل مكان, وجدت حزمة مفاتيح معها قلاّمة أظافر لم تعرف لمن, وحذاء كل فرد من شكل، يبدوا أن أحدهم اخطأ فلبس حذاء غيره.
خاطب الحاج مفتاح الشباب قائلاً: «الله يستركم عشاء سمح خشوا تعشوا ياسّدينا حطوا للضنا راهم مازالوا ماتعشوا» ردت سدّينا: «حاضر ياحاج الخير مالا حد».
بعد عدة أشهر من صدور القرار، تخللتها سفريات إلى العاصمة ومنها واليها لاستكمال الأوراق وعقدة الاسم الرابع وتأشيرة السفر والمدير غير موجود , واسمك وقع من الكمبيوتر ,جرب عبدالمولي خلالها جميع انواع المواصلات ,الطائرة والسيارة والقطار,أسف علي الخطأ لاتوجد قطارات ببلادنا، اكتملت الأوراق المطلوبة، إلا تذاكر السفر، فقد يئس عبد المولى من الحصول عليها في موعدها، فاضطر الأهل للاستدانة لشرائها، ثم اشتري عبد المولي حقيبة كبيرة، ووضع بها ملابسه، وأدواته الشخصية، (كفرشاة الأسنان، والمعجون والمسواك والجل، والمكواة ، ومرآة صغيرة) بالإضافة للزميتة، والزعتر، والشاي الأخضر، و القديد.
اجتمع أهله لوداعه أمه توصيه: «رد بالك من النار وما تمشي مع حد» أما الحاج مفتاح فكان يقول له: «مايقولو ليش غاب ايقولو ايش جاب، والسارحة تبي عليش تروح» , سافر عبدالمولي ولسان حاله يقول باهي اللي فضت قصة هالاجراءات, وبعدين انا أحسن وضع من عطيه اللي قعد سنين بيش سافر وفي الأخير اجبر علي الذهاب إلي الهند رغم إن تخصصه لغة عربية.
وللحديث بقية
ج مفتاح فكان يقول له: «مايقولو ليش غاب ايقولو ايش جاب، والسارحة تبي عليش تروح» , سافر عبدالمولي ولسان حاله يقول باهي اللي فضت قصة هالاجراءات, وبعدين انا أحسن وضع من عطيه اللي قعد سنين بيش سافر وفي الأخير اجبر علي الذهاب إلي الهند رغم إن تخصصه لغة عربية.
وللحديث بقية

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyرد: قصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
أسلوب رائع ....في انتظار البقية

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyرد: قصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
نرجو في البقية سلمت يداك

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyرد: قصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
مازلنا ننتظر البقية نرجو الهدوء

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyعبدالمولى والدراسه في الخارج الجزاء الثاني

more_horiz
عبد المولى والدراسة بالخارج (2)

للقاص المبدع عبدالباسط الحمري


وصل عبد المولي صحبة حقيبة الأحلام إلي العاصمة، ليقضي بها ليلة ثم يغادرها في اليوم التالي، إلي بلد الدراسة, أتعبته الحقيبة، فأنفاسه العالية عند دخوله الفندق شرحت ما كان فيه, توجه نحو مكتب الاستقبال للحجز, سأله موظف الفندق عن الاسم, أجاب: عبد المولي, مازحه الموظف قائلاً: أول مرة ينزل عندنا واحد اسمه عبد المولي, قال عبد المولي منزعجا: اسمي عبد المولي ولكن يدلعُو فيَّ مهند, علي حساب أي جهة نازل يا مهند ,عبد المولي: علي حسابي الخاص, الموظف: مالقيت أي جهة تنزل علي حسابها, عبد المولي: هي ليلة وفراقها صبح.

كانت الشمس توشك علي المغيب، وكان عبد المولي يوشك علي إنهاء إجراءات الحجز, توجه إلي حجرته يساعده احد الموظفين علي حمل الحقيبة, شكر الموظف وندلف داخل الحجرة, أدخل رأسه داخل دورة المياه وبقية جسمه خارجها, مناشف كثيرة,علق متهكما: شكله فندق مناشف. بدأ في خلع ملابسه, ارتمي علي السرير مرتديا سروالا داخليا « سروال حمادة» وماليه اشتراها من سوق العرب, كان شعر صدره يتمايل كلما أخذ نفسا, حملق في الحجرة , صور لمناظر من بلاده لم تلتقط بعناية كُتب أسفل كل واحدة منها عبارة «السياحة في ليبيا» رددها ثم استبدل حرفين من الكلمة الأولي بحرفين آخرين ورددها في سره«...في ليبيا» تبدو أكثر منطقية وإن كانت غير مهذبة, اعتراه الخوف من أن يكون هناك من سمعه, رددها كما هي السياحة في ليبيا,استدار ووجهه في الوسادة, ممرر يده علي جسمه لم يهنأ باله ,تذكر وصايا أمه وأبوه, نظر للصور من جديد, لابد من إزالة الشبهة, صاح بصوت عالي مسمعا الآخرين: (السياحة في ليبيا)، ثم تمتم قائلا: (ايش دخلني نا) استغرق عبد المولي في النوم , استيقظ باكرا وخرج من الفندق، استوقف تاكسي, المطار يا خويا, هيا تفضل, قال صاحب التاكسي، منين الأستاذ, تردد عبد المولي في الإجابة مخافة أن يعرفه صاحب التاكسي أنه من خارج المدينة فيرفع له التسعيرة, هكذا حدثه من سبقه في السفر, صاحب التاكسي: ما قتليش منين, اضطر عبد المولي للإجابة، من المنطقة الشرقية, صاحب التاكسي: مالا بحدا مصر, تعرف جمال ,عبد المولي: جمال من, صاحب التاكسي: جمال العقوري شبوب عنده هوندا حداد، ويمشط في شعره لاورا, عبد المولي لا ماعرفتش, وبصوت منخفض جمال وعقوري وهوندا حداد وشعره لاورا ، صدق اللي قال: (يا تاجورا ما ريتش عمر) كلها أسئلة عامة, تشبه إلي حدما سؤال مادة التاريخ في المرحلة الإعدادية،اذكر أسباب الحملة الفرنسية علي مصر.

استوقفتهم بوابة شرطة عسكرية سألت صاحب التاكسي عن رخصة القيادة، (أصبح رجال المرور بلا عمل), مروا بسلام, عشرات اللافتات كتب عليها مشاريع لوحدات سكنية ستبني في غيابه, وصلوا المطار,قرر عبد المولي أن يضع صاحب التاكسي في الأمر الواقع لم يسأله عن السعر ناوله عشرة دينارات, رفض صاحب التاكسي، مكتفيا برحمة الوالدين اتضح لعبد المولي أن فكرته عن أهل العاصمة كانت خاطئة , انزل عبد المولي الحقيبة ،حملها علي ظهره لا انزلها علي كتفه، لا، انزلها, تلملم حولها احتضنها لم يعد يري شيئا، فانزلها من جديد ,انحني للإمام ومؤخرته للخلف ليتمكن مرغما من جرها, موظف المطار يا شاب حط الحقيبة بالسير عاونه علي ذلك, لم يكن الآمر سهلا, موظف المطار متهكما: شن فيها هادي,أمالا بتهاجريا أستاذ, عبد المولي: لاوالله وبعدين ما يسيب وطنه غير الهبل, الموظف: شن قصدك يعني المهاجرين هُبل والمقيمين هم العقال,عبد المولي محدثا نفسه: ما انظني إلا يجر في ، قرر الصمت, خرجت الحقيبة من السير,أكتاف عبد المولي وظهره ويديه جسمه بالكامل في انتظارها, حملها علي مراحل استدار داخل المطار الجو يبدو ساخنا مع انه في الخارج باردا لم يعرف السبب,منظر ولا في الأحلام,طوابير للآلاف من البشر بعضها مستقيم وبعضها ملتوي, وبعضها تورم من المنتصف، مذكرا عبد المولي بالدودة عندما لسعها الدبور في الرسوم المتحركة (زينة ونحول), هدف مشترك للجميع وهو السعي ليس بين الصفاء والمروة، وإنماء للحصول علي كرت صعود, وختم الاوكي لايعني شيئا, فلطالما بقي من معهم اوكي وسافر من هم انتظار, البعض يؤدون الصلاة ولكنهم أخطئوا اتجاه القبلة فصلوا باتجاه مكتب مدير المطار,وبعض المصلين أجسامهم خلف الإمام الذي أخطأ القبلة وعيونهم صوب مكاتب توزيع كروت الصعود, وأحذيتهم متناثرة خلفهم، الصناعة محلية الأماندر, موظف يمر خلفه ثلة من المواطنين، يناشدونه كروت الصعود، منظر أشبه بلقاء صحفي مع أحد قيادي كتائب عز الدين القسَّام.

امرأة سمراء يبدوا أنها من أفريقيا، ترضع طفلها علي الملأ, وجوه الناس عابسة والهموم تعلوها, البعض اخذ من المقاعد أسرة فنام عليها، وبين يديه تذاكر مضي علي حجزها ساعات، وقد تكون أيام, وعند أرجلهم حقائبهم, كما توجد بعض الأكياس بها صور لأشعه طبية وتقارير, يبدو أن البعض مسافر للعلاج, صاح موظف المطار طيارة الأردن البوابة 4 طيارة لاباس, تحرك الكثيرون «الأغلبية مرضي» وأخيرا عثر عبد المولي علي كرسي فجلس, بدأت رحلة الانتظار مرت الساعة والثانية’, إشاعة عن إلغاء بعض الرحلات, احدهم يتكلم في هاتفه النقال صاح قائلا: ارفع صوتك التغطية موش ولابد, سمعه جميع من داخل المطار المرضي والذين سيمرضون,انتبه الذين أصابهم الملل واستيقظ النائمون, الجميع يسمعه ألان ,أيوه نسمع فيك توا، سلملي علي أمي وخالتي مقبولة, (تحدث الليبيون بصوت عالي في التليفون ظاهرة عامة) طول الانتظار يجبرك علي الدخول في حوارات مع من كان, وما كنت لتفتحها لو لم تكن في المطار, سأل عبد المولي شاب جلس بالقرب منه: وين مسافر يا أستاذ, رد هذا الأخير: لا مش مسافر انا نرجي في شنطة لي مشت لبوركينا فاسو بالخطأ، وعطوني شنطة واحد ثاني اسمه كولي بالا, وانت مسافر علي الإفريقية,عبد المولي مجيبا: عالافريقية, الشاب: تقعد محظوظ لو مشيت مع كابتن اسمه عبد الله مش عارف من ,مهوش عادي, عبد المولي ألان عرفت سبب أن الجو هنا ساخن , فالجميع يتنفس بحرقة, بدأ توزيع كروت الصعود, اصطف الجميع في طابور شرف نيل الكروت, هناك من تجاوز الطابور,صياح: احترمو الطابور يا هو, انت ياللي لابس فالينه حمراء, ساعات تمر بوابات وتفتيش وأسئلة وإجابات صحيحة وعشوائية لم ينتبه رجال الأمن لذلك, الملل أصاب الجميع, البوابة الأخيرة لحظات ونكون في الطائرة ,أصبحنا في الطائرة,هناك شجار حول المقاعد, أحدهم يقول هذا كرسيي لان رقمي عليه, الثاني ديمه نسافرو ونقمعزو من غير أرقام, والاثنين معهم حق، فالنظام ليس واحدا علي أو في طائراتنا,عبد المولي في سره, من درعنا ايش نقعدو وماشفنا هالوطن« ليبيا الحبيبة بغربها المتحضر وجنوبها الطيب وشرقها الجميل, الجميع لا يعرف قيمة هذه البقعة من الأرض إلا عندما يسافر, هل يجب أن يسافر المرء حتى يعرف قيمة هذا البلد الطيب، وأهله الطيبون, ليبيا في كفة والعالم كله في كفة» الكابتن يرحب بالركاب في طائرته,عبد المولي: زعمه الكابتن هو عبد الله, تحركت الطائرة ,استدار عبد المولي ونظر من خلال النافذة الصغيرة مرددا غناوَّة علم تقول:

من الدار كل يوم رحيل للعين قيس موقاسم ونس...

للحديث بقية..

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyعبدالمولى والدراسه بالخارج الجزء الثالث

more_horiz
عبدالمولى والدراسه بالخارج الجزء الثالث
للقاص المبدع عبدالباسط الحمري
تصوير دقيق من مصور محترف

تحركت الطائرة بسرعة، وبدأت ترتفع مقدمتها نحو السماء ومؤخرتها باتجاه الأرض، ركابها أشبه بأطفال الملاهي، في هذه الأثناء كان عبد المولي متشنجا، ويديه تضغطان علي مقابض كرسيه، وقدماه ملتصقتان بالأرض ورأسه للأعلى وكان يهذي بكلمات دون وعي، مثل: (الله اكبر، واشهد أن لا اله إلا الله، وتعيش ليبيا، ولو كان نعيش نحافظ علي الصلاة ومعاش نصلي من غير وضوء، ومعاش نقرم، واللي نبي نقرمه نقرمه في وجهه الخ...)
هي لحظة استقامة نمر بها جميعا، عندما نشعر بان الموت يقترب منا، والطائرة هي الموت بعينه بدأت الطائرة في الرجوع لحالتها الطبيعية، بجوار عبد المولي كان يجلس رجل مسن، سأل عبد المولي: خوفاتك هالطيارة؟ عبد المولي: تبي الحق، ماعمري خفت هالخوفه ياحاج، الحاج: أنت وين ماشي؟ عبد المولي: أنا معيد دزتني الدوله نقرا. الحاج: في سره (الدوله مالقت إلا هالساقط ادزه يقرا) وبصوت عالي: من عام لعام قريب، الناس ديمه تسقط وتنجح. عبد المولي: لا،موش هكي ياحاج، أنا معيد في الجامعة، يعني متعين أنا معيد (ب145 دينار) في الشهر خاليات من الضرائب، ومن غير مكافآت، خاصة في الدور الثاني، والحمد لله ديمه فيه دور ثاني، واضح من نظرات الحاج انه لم يقتنع. مضيفة الطائرة بابتسامتها المزيفة، وشعرها المصبوغ، ورقة صوتها المصطنعة: شن تطلبو؟ الحاج: نيي شاهي، ومرددا عبارة (خطرها انك معيد )وعبد المولي أنا قهوة، ورفع رجليه للاعلي، نظر إليه من أمامه، أنزلهما عبد المولي، المكان ضيق وأنا ركبي كي ركب الجمل، في سره: (يسلم عليك الافكو في ليبيا المفروض قالوا نرحبوا بكم علي متن الافكو الجوية العربية الليبية) تفقد كرسيه، وجد زر مذياع أداره، أغنية ليبية تقول كلماتها: (يا ما زال تشوف كان عينك حيه ...الخ)
عبد المولي: عالفاهق حتي هالاغنية، عاد الحاج لسؤال عبد المولي من جديد: وتوا انت عندك لغة ؟ تردد عبد المولي في الإجابة وبدا مضطربا، وخرجت اجاباته مبعثرة: لا والله ماعنديش لغة لان الانقليزي، لغوه وانا في الاعدادي مع اني كنت شاطر لكن عمي لغته قوية، وجدي يحكي ايطالي كويس مع انه موش (مطلين!) ولكن نبي نسكن مع عائلة وإنشاء لله ما يكون عندهم كلب، لاني ما نقبل الكلاب، لكن في الأخير الواحد يتحمل، وكي ما يقول المثل (امسك في ذيل الكلب نين يهلبك الغريق) تدخل شاب كان يسمع الحوار سائلا عبد المولي: أنت في أي قرار؟ عبد المولي القرار 106 الشاب مازحا: هذا رقم مدفع، عبد المولي: قصدي 116 الشاب: معقولة مانكش عارف رقم قرارك! عبد المولي متعذرا والله ياراجل وجيج، أول شي القرار له زمان صادر، وخوذ لك بيش تمن الاجراءات، وبعدين ارقام واجد يبن حفظ رقم القرار ورقم التفويض، ورقم ورقة العائلة، ورقم جواز السفر،ورقمك في الكومبيوتر، واللاعب رقم عشرة، والرقم المطلوب مشغول حاليا, وتوا طالع الرقم الوطني، وبعدين هي لبيانا دايرة علاقة غرامية والا شنو؟ الشاب سائلا عبد المولي: عليش؟ لأنها من أول ما داروها وهي ديمة مشغولة ههههههه,الشاب سائلا عبد المولي: والله أنت مار عليا؟ الاسم الكريم عبد المولي مفتاح، الشاب مفتاح من؟ عبد المولي مفتاح القفل، الشاب مازحا من جديد هذا اسم وإلا براكة هههههههه, الشاب مخاطبا عبد المولي: أنت من المجموعة اللي قرارهم 48 شهر, عبد المولي متجاهلا ما سمعه، و مازحا وتوا في إشاعة، اللي أرقام كنادرهم اكبر من 45 يقروا في الداخل لأنهم طاحن كرعيهم وهم يجروا علي الإيفاد، وإذا القرار هذا صار منه توا الناس أدوس بعضها هههههههههه.
أوشكت الطائرة علي الوصول، وقد امتلأت بالمتناقضات مثل جل الركاب، مسافر للعلاج البعض علي حسابه الخاص، والبعض الأخر علي حساب المجتمع، والجميع ليبيون, والطلبة الموفدون البعض مدة قرارهم 48 شهرا، والبعض الآخر مدة قرارهم 60 شهرا، والجميع أيضا ليبيون, ومجموعة أخري من الركاب وضعت داخل جيوبها التي باتجاه القلب علب التدخين، ولكن بعض الجيوب حوت علب تدخين مالبورو، والبعض مجبرا شجع الصناعة المحلية فدخن الرياضي، وجميع المدخنون ليبيون, البعض أجدادهم قاتلوا الايطاليين والبعض الآخر أجدادهم كانوا مع الايطاليين وأجداد هؤلاء وأولئك كتبوا في سجلات المجاهدين، والجميع ليبيون, والبعض تزوج من ثانية وثالثة والبعض الآخر وقع تحت طائلة القانون الذي يشترط موافقة الأولي للزواج بالثانية والجميع ليبيون.
ارتعدت الطائرة، الكابتن يطمئن الركاب مطبّات هوائية، الجميع يتنفس الصعداء الحمد لله, احدهم يطلب كوب ماء ثم ثاني، وثالث، ورابع الجميع عطشي, تقترب الطائرة من الوصول, وعبد المولي يفكر ويرتعد قلبه خوفا، فهذه أول مرة يأتي فيها إلي أوروبا وهو لا يتكلم إلا العامية, يفتح حقيبة اليد ليتأكد من أوراقه، جواز السفر، والتفويض المالي، وقرار الإيفاد، وان كان اسمه في الصفحة 7 لا يبدوا واضحا، وحجاب صغير لحمايته من العين والحسد أصرت أمه علي أن يأخذه معه، ومفكرة صغيرة بها أرقام هواتف اغلبها لبيانا، و بعضها مدار لا قاربه وأصدقائه.
الطائرة تقترب من الوصول، الكابتن يخبر الركاب ويهنئهم بالوصول, عبد المولي يري المطار من الطائرة، يكتشف أن مطار بلاده لم يكن دوليا, تقف الطائرة ينزل الركاب، عبد المولي خلف الحاج والشاب، اللذان التقي بهم في الطائرة وبعض الأخوة الأفارقة كي لا يضيع الطريق، شرطي المطار ينظر في جوازات الركاب, وكذلك جواز سفر عبد المولي جواز خالي من أختام الدخول والخروج، صالح للسفر لجميع الدول، عدا فلسطين المحتلة, عبد المولي الأصل ليس كالصورة الأصل بدون شنب, الشرطي يسأل عبد المولي عن سبب الزيارة ,عبد المولي لم يفهم السؤال، ويحاول الإجابة وفقا لقاعدة المهم ماتقعدش ساكت, عبد المولي يرد بجملة تشبه إلي حد كبير الباكستاني الذي يتعلم العربيه (عيدالمولي أنا مسيو ابد المولي أنا ليبي اقرا هنا نبي), الشرطي يبتسم، ويأذن لعبد المولي بالمرور, عبد المولي يبحث عن الركاب مخافة الضياع ينظر هنا وهناك، أعداد كبيرة من المسافرين وسلالم كهربائية وشاشات ,لا يجدهم يضطرب يشعر بالقلق يشعر بالدوار, يمعن النظر يري احد الأفارقة الذين كانوا معه علي الطائرة, يلحق به مسرعا يصطدم بأحد المارة يعتذر له بالعربية, يستمر مسرعا, يختفي الرجل من جديد, عبد المولي ينظر في كل اتجاه من جديد, يظهر الرجل مرة أخري , يراه عبد المولي، من جديد يسرع باتجاهه يقف خلفه , مرددا في داخله (هالمرة والله ماني طالقك), المسافرين مسرعين أكثر من بوابة وأكثر من صالة وأخيرا يقف الجميع لانتظار الحقائب عبد المولي ينظر للأخ الأفريقي مبتسما ليبدوا له مألوفا ,تصل الحقائب, عبد المولي يستلم حقائبه وعيناه على المسافرين، لمعرفة اتجاه الخروج,,,,,

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyرد: قصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
نرجو في النهاية
شكر

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyرد: قصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
احمد سعيد كتب:
للقاص المبدع عبدالباسط الحمري


«رد بالك من النار وما تمشي مع حد» أما الحاج مفتاح فكان يقول له: «مايقولو ليش غاب ايقولو ايش جاب، والسارحة تبي عليش تروح» ,


أتمنى أن تكون هاتان الحكمتان في نظرنا جميعا نحن الموفدين وربي يوفق مشكور اخي على القصة الجميلة

descriptionقصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Emptyرد: قصة تحكي طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول

more_horiz
مع التحية قصة تحكي  طالب تحصل علي ايفاد الجزاء الاول Greenapple003l
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى