حوار مع الشاعر صلاح الدين الغزال/ أجرته معه الحسناء
للشعر شواطئه .. وللقصيد قرائحه الصادحه .. ولأبناء ليبيا وقفات مع مبدعيها
ومحطتنا اليوم تتوقف بنا على رصيف شاعرنا المبدع " صلاح الدين الغزال "
فدعونا نغوص في أعماقه .. ونكتشف أسراره الأدبية .. وكنوزه الدفينة
الحسناء : صلاح الدين الغزال.. الشاعر من هو؟
صلاح الدين الغزال: الشاعر هو إنسان يملك أحاسيس ومشاعر يمكنه من خلالها التعبير عن آلام الناس ومعاناتهم وهو إنسان مجبول باحتواء قضايا أمته.. ولا يقف على العتبات لتلقي الفتات.
الحسناء : عادة لا يتذكر الكاتب أول كتاباته.. ولكن هناك دوماً قطعة منه يعتبرها بداياته.. فأين تجد بدايتك؟
صلاح الدين الغزال: البدايات تكون عادة بسيطة ولكنها ذات عمق وتتحلى بالصور الجميلة التي يعجز الشاعر بعد نضوجه عن الإتيان بمثلها حتى إن الشعراء المواهب تتعرض صورهم للسطو من قبل المخضرمين فتعاد صياغتها بشكل أجمل وتقديم إلى الناس في إطار مختلف.. وبالنسبة لبداياتي فقد جمعتها في ديوان شاء له القدر أن يتعرض للحرق العمد وقد تأثرت كثيرا لفقده ولكن ذلك كان قدره.
الحسناء : نشاهد وبكثرة الزخم الذي يحدثه الشعر الشعبي.. بينما الشعر الفصيح أصبح غائباً جزئياً عن الساحة الأدبية مؤخراً.. فهل للبيئة وثقافة المجتمع دور في ذلك؟
صلاح الدين الغزال: هذا شيء طبيعي والشعر الشعبي عالمه جميل ورائع وتأثيره الإقليمي أقوى من الفصيح بينما القومي أقل تأثيرا لأن القصيدة الشعبية لا تستطيع تجاوز حدودها الإقليمية التي شب أوارها فيها بينما الشعر الفصيح فيمكنه ذلك.. إن الإهتمام الكبير الذي ينعم به الشعر الشعبي من قبل الإعلام العربي على حساب الفصيح هو الذي تسبب في تقهقر الفصحى فنحن نجد قناوات لا عدد لها تهتم بالشعر الشعبي وتروج له بينما لا نجد قناة واحدة لدعم الشعر الفصيح ومناصرته ومن الغريب أن في عالمنا العربي أصبحت حكوماتنا لا تأبه لما يقال بالفصحى لأن لا أحد يفهمه إلا إذا كان مباشرا بينما الشاعر الشعبي فيمكنه ببيت واحد أن يحدث زوبعة تزلزل العروش وتهز القلاع المحصنة.
الحسناء : سنتطرق لذكرى غير محببة.. وهي "مسابقة أمير الشعراء" ماذا قدمت لك هذه التجربة.
صلاح الدين الغزال: للأسف الشديد فهذه المسابقة أعتبر مشاركتي بها أكبر وصمة عار في حياتي فقد كنت أظن أن البرامج الخليجية نزيهة مثل البرامج اللبنانية ولكنني صدمت صدمة كبيرة حينما أدركت أن مثلها مثل الأدوية التي يصنعها تجار الطب في إحدى القناوات.. اتهمت يومها من قبل الناقد السعودي نايف الرشدان بأن لدي أخطاء نحوية وإعرابية وعندما واجهته خلف الكواليس أنكر فقلت له إن كلامك مسجل وموثق.. فأجابني أنه سيصرح في الصحف بأنه كان مخطئا.. فطلبت منه نشر تصريحه في المواقع الليبية فعاهدني أنه سيفعل ولكن للأسف لم يفعل وأنا أعرض عليكم رابط القصيدة وأتحدى كل نحاة العالم أن يجدوا بالقصيدة خطأ نحويا واحدا.
رابط قصيدة بلسم الروح
https://www.youtube.com/watch?v=g_kC_aJ4uLE
إن هذه البرامج هدفها الربح بطرق جشعة وهي تركز على الدعاية الإعلامية وقد كنت ساذجا للغاية عندما شاركت وأنا أعلم أن بلدي الحبيب ليبيا لم تفتح التصويت لي.. وكان هذا كارثة بالنسبة لشركة "بروميديا" الداعمة للبرنامج التي كانت تظن أنها ستكسب من ورائي 20 مليون دولارا على الأقل.. فاعتبرت أنني أنا الذي خسرتها هذا المبلغ الضخم وكانت النتيجة كما رأيتم ولكن فضحهم تصويت الجمهور في المسرح حيث منحني أعلى درجة وهي 35% من بين ستة مشاركين أفذاذ وقد حاولوا التلاعب بالتصويت ولكنهم لم يستطيعوا بسبب ضيق الوقت فتلعثم مقدم البرنامج أثناء نطقه اسمي ولم يمنح لي الكلمة التي كانت من حق الفائز كما فعلوا في بقية حلقات العام الماضي وهذه التجربة آلمتني كثيرا.
رابط التلاعب بتصويت جمهور برنامج أمير الشعراء
https://www.youtube.com/watch?v=cTqYO3aCzwI
الحسناء : برأيك .. ان إدارة البرنامج لم توفق في إختيارها للجنة التحكيم؟
صلاح الدين الغزال: إن هدف البرنامج كان تجاريا كما أسلفت لذلك تم اختيار نقاد استعراضيين يحاول الناقد منهم أن يثير الاشمئزاز بانتقادات لا علاقة لها بالقصيدة وقد وجدت نفسي مضطرا وأنا على المسرح أن أقوم بتلقين أحد المحكمين درسا في الأخلاق وأنقلب من شاعر إلى معزر وموبخ وهذا ليس عملي ولكن بسبب فساد شؤون الدنيا وجدت نفسي أقوم بتوبيخ ذلك المصري على الملأ مما جعله يدعي بأنه كان يمزح وهذه الكلمة كفيلة بدحض كل انتقاداته ولا أظن أنني جئت من ليبيا وأمضيت يومين في الجو من بنغازي إلى طرابلس ثم إلى الدوحة ثم إلى أبو ظبي لا أظن أنني تكبدت كل تلك المسافة من أجل المزاح.. وما حز في نفسي أن أحد أعضاء اللجنة صرح لي بأننا نفعل ما يأمروننا به فقلت له أوترضى بذلك فطأطأ رأسه وذهب.
رابط لحظات توبيخ د. صلاح فضل
https://www.youtube.com/watch?v=41di7r6uRlM
الحسناء : قرأت لك هذه الأبيات ردا على د. صلاح فضل
من ليبيا بلـد الأسـود أتيتكـم
بعباءة المختار في كفي المطـر
لأغيث رأس صلاح فضل بعدما
أضحى يبابا لا يغطيـه شجـر
الرأس اليباب.. هذه القصيدة قسمت ظهر صلاح فضل حيث صرح بعد سماعها بأن ما قاله هو مجرد مزحة فهل اعتدت الرد على كل من ينتقدك بقصائد.. أم أن ما حدث معك أجبرك على هذا؟
صلاح الدين الغزال: إن مقاطعتهم لي وقطعهم للإرسال علي أثناء ردي على اللجنة هو الذي أجبرني على ذلك.. ومن الطريف أن الناقد المذكور وجد نفسه أمامي وجها لوجه في مسرح شاطئ العذاب المسمى بشاطئ الراحة فأحس المسكين أن المنية قد أدركته فسألته بغير لطف لماذا فعلت معي هذا فأجابني وهو يرتجف إنني كنت أمزح فأجبته هذا ليس مزاحا ثم قلت له قبل أن تغادر سأسمعك بيتين من الشعر ووقفت على أمشاط قدمي ووضعت أصبعي على صحراء رأسه وقلت له البيتين المذكورين آنفا:
من ليبيا بلـد الأسـود أتيتكـم
بعباءة المختار في كفي المطـر
لأغيث رأس صلاح فضل بعدما
أضحى يبابا لا يغطيـه شجـر
فاحتضنني أحد الشباب الموريتانيين وأخذ يصيح بصوت عال أنت شاعر كبير فلملم الناقد المسكين أوراقه وهرب من المسرح مذعورا ومن الطريف أن المذيعة نشوة الرويني قالت لي لماذا لم تقل هذه الأبيات في المسرح وأمام الجمهور فأجبتها كنت أنوي ذلك ولكن سمو الشيخ محمد بن زايد حضر فاحتراما له لم أشأ قولها.
الحسناء: تجربتك في مسابقة أمير الشعراء تركت جرحاً عميقاً بداخلك وهذا ما لمسته من خلال ما كُتب.. وكما أنك خصصت لهذا الوجع قصيدة "شاطيء العذاب" فما درجة الألم الذي سببته لك هذه المشاركة؟
صلاح الدين الغزال: لقد حز في نفسي أنني تركت اللجنة حتى تبدي رأيها ولم أقاطعها وعندما أردت الرد عليها فوجئت بأحد أعضائها وهو الممثل السوري غسان مسعود يقاطعني بأن الدكتور أراد أن يمازحك وكذلك داهمني المذيع ظافر العابدين وأخذ يقول شكرا لك وتم قطع الإرسال المباشر علي حتى لا أوضح أبعاد القصيدة المشوهة.. وهذه المشاركة تسببت في هجري للشعر فقد أصبحت بسببها مقلا بالإضافة إلى أنني فقدت الثقة في البرامج الخليجية بصفة عامة وكم آلمني ما فعله البرنامج هذا العام.. حيث تم حذف قصائد الشعراء الليبيين من الكنترول ولم يتم تقديمها للجنة وقالوا إن شعراء ليبيا لم يرسلوا للبرنامج شيئا بينما كانت اللجنة تبحث جاهدة عن أي نص ليبي.
رابط قصيدة شاطئ العذاب
https://www.youtube.com/watch?v=SaxaULZG9r8
الحسناء : ما رد فعل شاعرنا من منتقديه عامة؟
صلاح الدين الغزال: أنا أرحب بالنقد البناء الذي يصلح من شأن الشاعر لا ما يحطمه.. فعلى الناقد إن أراد أن يصف عيبا بأن يأتي بأمثلة فمثلا لا يكتفي بأن يقول للشاعر إن لديك أخطاء نحوية ولكن عليه أن يبين له الأخطاء التي وقع فيها ليستفيد منها الشاعر.
الحسناء: الفنان العراقي الكبير رضا العبد الله كان حاضرا في برنامج أمير الشعراء واستمع لقصيدتك بلسم الروح وأعلن على الملأ أنه سيقوم بغنائها فهل كان لرائه أثر على افتضاح قرار اللجنة؟
صلاح الدين الغزال: بالتأكيد فقد فزت ذلك اليوم برأي جمهور مسرح برنامج أمير الشعراء وفزت برأي ضيف الحلقة الفنان الرائع رضا العبد الله وأنا أعتبر كلماته وساما على صدري أعتز به وإنني مدين له بشهادته العظيمة التي سيدونها التاريخ بمداد من ذهب.
الحسناء: ساهم الإنترنت في صقل مواهب كثيرة.. ولمعت أسماء كثيرة من خلاله.. فهل كان له دور في صنع صلاح الدين الغزال؟
صلاح الدين الغزال: بالتأكيد فقد كان المنفس الذي من خلاله تمكنت من أن أبوح بما في داخلي وقد أتاح لي فرصا كبيرة وسفريات عدة حيث وجهت لي عدة دعوات بسبب النت إلى تونس والجزائر وأبي ظبي.. وبنى النت لي علاقات واسعة في كل ربوع الوطن العربي وانتشرت قصائدي عبره في الصحف العربية دون أن يطالها مقص الرقيب بينما وللأسف فإن الصحف المحلية لم يحالفني الحظ بالنشر فيها.
الحسناء: هناك أجواء خاصة بكل كاتب وشاعر.. تكون الكلمات طوعه ويشعر بأنه سيدها وتتشكل كما يريد وأحياناً تتسابق ببراعة ليخرج النص بأبهى حلة فمتى يشعر الغزال بأنه ملك الكلمة؟
صلاح الدين الغزال: أحس بأنني ملك الكلمة لحظة الحزن فهو السبيل الوحيد للبوح بالنسبة لي.. حتى إنني في كثير من الأحيان أحس بالجميل للموقف الحزين الذي يتمكن من تحريك القريحة لدي.
الحسناء : ما الجديد الذي سننتظره؟
صلاح الدين الغزال: الجديد هو أن ديواني الأول "نزيف القهر" سوف يتم طباعته مرة ثانية على حسابي الخاص بعدما نفذت الطبعة الأولى وديواني الثاني "احتدام الجذوتين" سيرى النور قريبا عن طريق مجلس الثقافة العام.
جزيل الشكر للشاعر " صلاح الدين الغزال" على قبوله دعوتنا
ونسأل الله له المزيد من التألق في سماء الإبداع
وإليكم الرابط الذي تم منه نقل الموضوع:
http://www.libyasons.com/vb/showthread.php?t=53043
للمزيد من مواضيعي
للشعر شواطئه .. وللقصيد قرائحه الصادحه .. ولأبناء ليبيا وقفات مع مبدعيها
ومحطتنا اليوم تتوقف بنا على رصيف شاعرنا المبدع " صلاح الدين الغزال "
فدعونا نغوص في أعماقه .. ونكتشف أسراره الأدبية .. وكنوزه الدفينة
الحسناء : صلاح الدين الغزال.. الشاعر من هو؟
صلاح الدين الغزال: الشاعر هو إنسان يملك أحاسيس ومشاعر يمكنه من خلالها التعبير عن آلام الناس ومعاناتهم وهو إنسان مجبول باحتواء قضايا أمته.. ولا يقف على العتبات لتلقي الفتات.
الحسناء : عادة لا يتذكر الكاتب أول كتاباته.. ولكن هناك دوماً قطعة منه يعتبرها بداياته.. فأين تجد بدايتك؟
صلاح الدين الغزال: البدايات تكون عادة بسيطة ولكنها ذات عمق وتتحلى بالصور الجميلة التي يعجز الشاعر بعد نضوجه عن الإتيان بمثلها حتى إن الشعراء المواهب تتعرض صورهم للسطو من قبل المخضرمين فتعاد صياغتها بشكل أجمل وتقديم إلى الناس في إطار مختلف.. وبالنسبة لبداياتي فقد جمعتها في ديوان شاء له القدر أن يتعرض للحرق العمد وقد تأثرت كثيرا لفقده ولكن ذلك كان قدره.
الحسناء : نشاهد وبكثرة الزخم الذي يحدثه الشعر الشعبي.. بينما الشعر الفصيح أصبح غائباً جزئياً عن الساحة الأدبية مؤخراً.. فهل للبيئة وثقافة المجتمع دور في ذلك؟
صلاح الدين الغزال: هذا شيء طبيعي والشعر الشعبي عالمه جميل ورائع وتأثيره الإقليمي أقوى من الفصيح بينما القومي أقل تأثيرا لأن القصيدة الشعبية لا تستطيع تجاوز حدودها الإقليمية التي شب أوارها فيها بينما الشعر الفصيح فيمكنه ذلك.. إن الإهتمام الكبير الذي ينعم به الشعر الشعبي من قبل الإعلام العربي على حساب الفصيح هو الذي تسبب في تقهقر الفصحى فنحن نجد قناوات لا عدد لها تهتم بالشعر الشعبي وتروج له بينما لا نجد قناة واحدة لدعم الشعر الفصيح ومناصرته ومن الغريب أن في عالمنا العربي أصبحت حكوماتنا لا تأبه لما يقال بالفصحى لأن لا أحد يفهمه إلا إذا كان مباشرا بينما الشاعر الشعبي فيمكنه ببيت واحد أن يحدث زوبعة تزلزل العروش وتهز القلاع المحصنة.
الحسناء : سنتطرق لذكرى غير محببة.. وهي "مسابقة أمير الشعراء" ماذا قدمت لك هذه التجربة.
صلاح الدين الغزال: للأسف الشديد فهذه المسابقة أعتبر مشاركتي بها أكبر وصمة عار في حياتي فقد كنت أظن أن البرامج الخليجية نزيهة مثل البرامج اللبنانية ولكنني صدمت صدمة كبيرة حينما أدركت أن مثلها مثل الأدوية التي يصنعها تجار الطب في إحدى القناوات.. اتهمت يومها من قبل الناقد السعودي نايف الرشدان بأن لدي أخطاء نحوية وإعرابية وعندما واجهته خلف الكواليس أنكر فقلت له إن كلامك مسجل وموثق.. فأجابني أنه سيصرح في الصحف بأنه كان مخطئا.. فطلبت منه نشر تصريحه في المواقع الليبية فعاهدني أنه سيفعل ولكن للأسف لم يفعل وأنا أعرض عليكم رابط القصيدة وأتحدى كل نحاة العالم أن يجدوا بالقصيدة خطأ نحويا واحدا.
رابط قصيدة بلسم الروح
https://www.youtube.com/watch?v=g_kC_aJ4uLE
إن هذه البرامج هدفها الربح بطرق جشعة وهي تركز على الدعاية الإعلامية وقد كنت ساذجا للغاية عندما شاركت وأنا أعلم أن بلدي الحبيب ليبيا لم تفتح التصويت لي.. وكان هذا كارثة بالنسبة لشركة "بروميديا" الداعمة للبرنامج التي كانت تظن أنها ستكسب من ورائي 20 مليون دولارا على الأقل.. فاعتبرت أنني أنا الذي خسرتها هذا المبلغ الضخم وكانت النتيجة كما رأيتم ولكن فضحهم تصويت الجمهور في المسرح حيث منحني أعلى درجة وهي 35% من بين ستة مشاركين أفذاذ وقد حاولوا التلاعب بالتصويت ولكنهم لم يستطيعوا بسبب ضيق الوقت فتلعثم مقدم البرنامج أثناء نطقه اسمي ولم يمنح لي الكلمة التي كانت من حق الفائز كما فعلوا في بقية حلقات العام الماضي وهذه التجربة آلمتني كثيرا.
رابط التلاعب بتصويت جمهور برنامج أمير الشعراء
https://www.youtube.com/watch?v=cTqYO3aCzwI
الحسناء : برأيك .. ان إدارة البرنامج لم توفق في إختيارها للجنة التحكيم؟
صلاح الدين الغزال: إن هدف البرنامج كان تجاريا كما أسلفت لذلك تم اختيار نقاد استعراضيين يحاول الناقد منهم أن يثير الاشمئزاز بانتقادات لا علاقة لها بالقصيدة وقد وجدت نفسي مضطرا وأنا على المسرح أن أقوم بتلقين أحد المحكمين درسا في الأخلاق وأنقلب من شاعر إلى معزر وموبخ وهذا ليس عملي ولكن بسبب فساد شؤون الدنيا وجدت نفسي أقوم بتوبيخ ذلك المصري على الملأ مما جعله يدعي بأنه كان يمزح وهذه الكلمة كفيلة بدحض كل انتقاداته ولا أظن أنني جئت من ليبيا وأمضيت يومين في الجو من بنغازي إلى طرابلس ثم إلى الدوحة ثم إلى أبو ظبي لا أظن أنني تكبدت كل تلك المسافة من أجل المزاح.. وما حز في نفسي أن أحد أعضاء اللجنة صرح لي بأننا نفعل ما يأمروننا به فقلت له أوترضى بذلك فطأطأ رأسه وذهب.
رابط لحظات توبيخ د. صلاح فضل
https://www.youtube.com/watch?v=41di7r6uRlM
الحسناء : قرأت لك هذه الأبيات ردا على د. صلاح فضل
من ليبيا بلـد الأسـود أتيتكـم
بعباءة المختار في كفي المطـر
لأغيث رأس صلاح فضل بعدما
أضحى يبابا لا يغطيـه شجـر
الرأس اليباب.. هذه القصيدة قسمت ظهر صلاح فضل حيث صرح بعد سماعها بأن ما قاله هو مجرد مزحة فهل اعتدت الرد على كل من ينتقدك بقصائد.. أم أن ما حدث معك أجبرك على هذا؟
صلاح الدين الغزال: إن مقاطعتهم لي وقطعهم للإرسال علي أثناء ردي على اللجنة هو الذي أجبرني على ذلك.. ومن الطريف أن الناقد المذكور وجد نفسه أمامي وجها لوجه في مسرح شاطئ العذاب المسمى بشاطئ الراحة فأحس المسكين أن المنية قد أدركته فسألته بغير لطف لماذا فعلت معي هذا فأجابني وهو يرتجف إنني كنت أمزح فأجبته هذا ليس مزاحا ثم قلت له قبل أن تغادر سأسمعك بيتين من الشعر ووقفت على أمشاط قدمي ووضعت أصبعي على صحراء رأسه وقلت له البيتين المذكورين آنفا:
من ليبيا بلـد الأسـود أتيتكـم
بعباءة المختار في كفي المطـر
لأغيث رأس صلاح فضل بعدما
أضحى يبابا لا يغطيـه شجـر
فاحتضنني أحد الشباب الموريتانيين وأخذ يصيح بصوت عال أنت شاعر كبير فلملم الناقد المسكين أوراقه وهرب من المسرح مذعورا ومن الطريف أن المذيعة نشوة الرويني قالت لي لماذا لم تقل هذه الأبيات في المسرح وأمام الجمهور فأجبتها كنت أنوي ذلك ولكن سمو الشيخ محمد بن زايد حضر فاحتراما له لم أشأ قولها.
الحسناء: تجربتك في مسابقة أمير الشعراء تركت جرحاً عميقاً بداخلك وهذا ما لمسته من خلال ما كُتب.. وكما أنك خصصت لهذا الوجع قصيدة "شاطيء العذاب" فما درجة الألم الذي سببته لك هذه المشاركة؟
صلاح الدين الغزال: لقد حز في نفسي أنني تركت اللجنة حتى تبدي رأيها ولم أقاطعها وعندما أردت الرد عليها فوجئت بأحد أعضائها وهو الممثل السوري غسان مسعود يقاطعني بأن الدكتور أراد أن يمازحك وكذلك داهمني المذيع ظافر العابدين وأخذ يقول شكرا لك وتم قطع الإرسال المباشر علي حتى لا أوضح أبعاد القصيدة المشوهة.. وهذه المشاركة تسببت في هجري للشعر فقد أصبحت بسببها مقلا بالإضافة إلى أنني فقدت الثقة في البرامج الخليجية بصفة عامة وكم آلمني ما فعله البرنامج هذا العام.. حيث تم حذف قصائد الشعراء الليبيين من الكنترول ولم يتم تقديمها للجنة وقالوا إن شعراء ليبيا لم يرسلوا للبرنامج شيئا بينما كانت اللجنة تبحث جاهدة عن أي نص ليبي.
رابط قصيدة شاطئ العذاب
https://www.youtube.com/watch?v=SaxaULZG9r8
الحسناء : ما رد فعل شاعرنا من منتقديه عامة؟
صلاح الدين الغزال: أنا أرحب بالنقد البناء الذي يصلح من شأن الشاعر لا ما يحطمه.. فعلى الناقد إن أراد أن يصف عيبا بأن يأتي بأمثلة فمثلا لا يكتفي بأن يقول للشاعر إن لديك أخطاء نحوية ولكن عليه أن يبين له الأخطاء التي وقع فيها ليستفيد منها الشاعر.
الحسناء: الفنان العراقي الكبير رضا العبد الله كان حاضرا في برنامج أمير الشعراء واستمع لقصيدتك بلسم الروح وأعلن على الملأ أنه سيقوم بغنائها فهل كان لرائه أثر على افتضاح قرار اللجنة؟
صلاح الدين الغزال: بالتأكيد فقد فزت ذلك اليوم برأي جمهور مسرح برنامج أمير الشعراء وفزت برأي ضيف الحلقة الفنان الرائع رضا العبد الله وأنا أعتبر كلماته وساما على صدري أعتز به وإنني مدين له بشهادته العظيمة التي سيدونها التاريخ بمداد من ذهب.
الحسناء: ساهم الإنترنت في صقل مواهب كثيرة.. ولمعت أسماء كثيرة من خلاله.. فهل كان له دور في صنع صلاح الدين الغزال؟
صلاح الدين الغزال: بالتأكيد فقد كان المنفس الذي من خلاله تمكنت من أن أبوح بما في داخلي وقد أتاح لي فرصا كبيرة وسفريات عدة حيث وجهت لي عدة دعوات بسبب النت إلى تونس والجزائر وأبي ظبي.. وبنى النت لي علاقات واسعة في كل ربوع الوطن العربي وانتشرت قصائدي عبره في الصحف العربية دون أن يطالها مقص الرقيب بينما وللأسف فإن الصحف المحلية لم يحالفني الحظ بالنشر فيها.
الحسناء: هناك أجواء خاصة بكل كاتب وشاعر.. تكون الكلمات طوعه ويشعر بأنه سيدها وتتشكل كما يريد وأحياناً تتسابق ببراعة ليخرج النص بأبهى حلة فمتى يشعر الغزال بأنه ملك الكلمة؟
صلاح الدين الغزال: أحس بأنني ملك الكلمة لحظة الحزن فهو السبيل الوحيد للبوح بالنسبة لي.. حتى إنني في كثير من الأحيان أحس بالجميل للموقف الحزين الذي يتمكن من تحريك القريحة لدي.
الحسناء : ما الجديد الذي سننتظره؟
صلاح الدين الغزال: الجديد هو أن ديواني الأول "نزيف القهر" سوف يتم طباعته مرة ثانية على حسابي الخاص بعدما نفذت الطبعة الأولى وديواني الثاني "احتدام الجذوتين" سيرى النور قريبا عن طريق مجلس الثقافة العام.
جزيل الشكر للشاعر " صلاح الدين الغزال" على قبوله دعوتنا
ونسأل الله له المزيد من التألق في سماء الإبداع
وإليكم الرابط الذي تم منه نقل الموضوع:
http://www.libyasons.com/vb/showthread.php?t=53043
للمزيد من مواضيعي