هذه بس نبذه عن الاسلام في جزيرة مالطا
طبعا منقول
.... المصدر: نوافذ اسلامية
عبد الحي شاهين
يعيش في جزيرة مالطا -ذات المساحة التي تبلغ 316 كيلو متر مربع- أكثر من خمسين ألف مسلم، تتزايد أعدادهم بصورة مستمرة في إطار الحرية الدينية التي يكفلها الدستور المالطي, حتى أصبح الإسلام الدين الثاني من حيث عدد معتنقيه بعد الكاثوليكية، وهي الديانة الرسمية للجزيرة. ومالطا دولة صغيرة تقع في حوض البحر الأبيض المتوسط، وتوجد بين جزيرة (صقلية) وساحل شمالي أفريقيا ممثلاً في ليبيا وتونس، وتبعد عن صقلية بحوالي 80 كيلو متر، وعن ساحل تونس بحوالي 290 كيلو متر، ونفس المسافة تقريباً عن الساحل الليبي، لهذا تشغل مالطا موقعاً مهماً بين جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، وبين الحوض الشرقي للبحر المتوسط والحوض الغربي له. وهي عبارة عن قمم جبلية بارزة في وسط الماء، وتنتشر المرتفعات وسط الجزيرة، وتحيط بها سهول غربية وشرقية، حيث يعيش معظم سكانها، وعاصمة مالطا هي مدينة (فالتا)، وسكان العاصمة حوالي 40.000 نسمة، وينتمي مناخ مالطا لطراز البحر المتوسط، حيث النمط المعتدل الممطر في الشتاء. وسكانها خليط من عناصر عديدة، فبعضهم ينتمي (للفينيقيين) وبعضهم ينتمي للعرب، هذا بالإضافة إلى العناصر الأوروبية، وتشمل اللغة المالطية العديد من الكلمات العربية، وخليطاً آخر من لغات متعددة. وتنتج جزيرة مالطا القمح والخضر والفاكهة، ويعمل قسم من السكان في الزراعة، إلى جانب الرعي وتربية الضأن والماعز، ويعمل قطاع آخر في الصناعات الغذائية والمنسوجات والصناعة التقليدية والسياحة.,
وصول الإسلام إلى مالطا
كانت مالطا من توابع الدولة البيزنطية قبل دخول الإسلام الجزيرة، واتخذ البيزنطيون من مالطا قاعدة لشن هجماتهم على البلاد الإسلامية في شمالي أفريقيا، لاسيما على تونس وليبيا، وكان العرب يصدون هجمات الروم ويتعقبونهم أحياناً إلى قواعدهم في مالطا، فلقد أرسل (الأغالبة) حكام تونس حملة تأديبية إلى مالطا في سنـة 209هـ، ثم تمكنوا من فتحها في سنة 250هـ، وخضعت لحكم الأغالبة بعد ذلك، وهكذا بدأت السيطرة الإسلامية على مالطا في منتصف القرن الثالث الهجري، فحكمها الأغالبة حتى سنة 297هـ، ثم حكمتها الدولة الفاطمية حتى سنة 483هـ، فاستمر الحكم الفاطمي لمالطا 186 سنة، انتشر الإسلام خلالها بين سكان الجزيرة، وهاجرت إليها عناصر عربية، واستخدمت اللغة العربية بين سكانها وتركت آثارها في اللغة المالطية، وانتشرت المساجد في أنحائها، وارتبط تاريخ الإسلام بها بتاريخ الإسلام في جارتها صقلية، لهذا عندما قامت الحروب الصليبية في الشرق نال صقلية ومالطا الكثير من التحدي، وقاسى المسلمون بالجزيرتين من صنوف الاضطهاد والتعسف، فهاجر عشرات الآلاف من المسلمين من مالطا، وخضعت الجزيرة لحكم (النورمانديين) في نهاية العقد الخامس الهجري، ثم استولى على مالطـا فرسـان القديس يوحنا وأخرجهم الأتراك منها في سنة 959هـ، وبقيت تابعة للدولة العثمانية مدة طويلة، وعاد نفوذ الإسلام مرة ثانية لمالطا، ثم استولى البريطانيون عليها في سنة 1230هـ-1814م، وظلوا يحكمونها حتى استقلت في سنة 1384هـ-1964م. وتنتشر بمالطا حاليا آثار إسلامية عديدة، تتمثل في المساجد والقصور ذات الطابع المعماري الإسلامي، وترك الإسلام بصمات واضحة في حياة الجزيرة، ولا تزال في مالطا مساجد عديدة بالعاصمة (فالتا) والمدن الأخرى. ويكفل الدستور المالطي حق ممارسة الشعائر التعبدية لكل الأديان, وكانت الحكومة المالطية قد قررت -قبل فترة- منح المسلمين قطعة أرض لاستعمالها كمقبرة خاصة بهم.