بسم الله الرحمن الرحيم،،، والصلاة على أفضل الانبياء والمرسلين
أما بعد،،، لقد شدني الموضوع لأفرغ ما في جعبتي من معلومات بأرشيفي الخاص،،، علّ وعسى أكتسب أجراً وثواباً من اي معلومة قد تساعد في الطريق الصحيح والصائب بإذن الله..
في البداية ولا يخفى على أحد ان أي أمر مرده للدين والشرع،،، بطبيعتنا نحن المسلمين لا نستطيع أن نخطو خطوة في أي أمراً كان دون الرجوع لكتاب الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم...
أنا لا أعرف ولم اقرأ ولم أسمع ولم أشاهد ما يمنع فرق السن الكبير في الزواج من ناحية الشرع،،، ولا توجد أدلة تحرم ذلك أو تنهي عنه،،، فمتى وقعت المودة والمحبة والآلفة بين الطرفين فليس هناك ما يعترض نجاح هذا الزواج،،، وهذا لا يتأتى إلا بطاعة الله أولاً واجتناب نواهيه،،، ومثل ما أشار أخانا الوحيشي لنا أسوة حسنة في رسول الله،، فأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها كانت الأقرب لنبينا محمد عليه أفضل صلاة وتسليم ،،، وكانت الزوجة الحنونة التي اغمرته بالمحبة والمودة،،، وكانت الأم والزوجة في آن واحد..
هذا على صعيد نظرة الدين لهذا الأمر،،، أما على صعيد العرف الاجتماعي وكذلك النفسي فالأمر يختلف كثيراً، ولا يتفق مع الصورة الوردية التي يتخيلها البعض في نظرة الشرع،،، فمن يتحجج بزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها،،، أو زواجه من أم المؤمني عائشة رضي الله عنها وهي تصغره سناً،،، فالجميع يعلم أن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم لن تتكرر عبر التاريخ،،، ولا يمكن مقارنتها باي شخصية على الإطلاق،،، تم أن زواج رسولنا الكريم عليه أفضل صلاة وتسليم كان ورائه مقاصد وحكم،، فكان دور أمنا خديجة واضح ومحدد وفي وقت استثنائي لنشر دين الاسلام،،، وكانت خير العون لرسولنا الكريم في ذلك الوقت،،، وكذلك زواجه من أمنا عائشة التي ساهمت بشكل كبير وواضح بحفظ الاحاديث النبوية التي تعتبر مرجعاً مهماً للتشريع بعد القرآن الكريم.
أما من ناحية علم النفس نعلم جميعاً أن الإنسان يمر بمراحل عديدة في حياته،، كمرحلة الطفولة والمراهقة والشباب وسن اليأس والشيخوخة،،، وغيرها من المسميات،،، وتعلمون أيضاً أن لكل مرحلة خصائص وملامح تميزها عن الأخرى،،، ولنعرج قليلاً على سن الشيخوخة،،، التي تتميز بقلة الذاكرة،، وكذلك الاكتئاب وسرعة الغضب، وقلة الحركة،،، وضعف القوة ،،،وضعف الشهية للطعام،،، وتبدأ الامراض الشائعة في الظهور السكر والضغظ والفشل الكلوي عفانا الله... وتقل رغبته في الخروج بعكس الفتاة اليافعة التي تعلو رغبتها في الخروج للمناسبات وللتسوق وغيرها،،، وهنا لا مفر من حدوث التنافر والتشاحن والبغضاء
فكيف يعقل أن ترمى بفتاة يافعة في قفص الزواج مع من يكبرها سناً بكثير أو مسن أو عجوز،،، فلا شئ يمكن أن يوصف هذا الأمر بوصف دقيق أو يصوره ليصل لفهم الكثيرين الذين يجهلون هذا الأمر من أولياء الأمور،،، ولتلك الاسباب سينشأ التوتر بين الزوجين وعدم التفاهم والانسجام،، والتذمر،،، وهذا ما قد يؤدي بهم لا قدر الله لأبغض الحلال عند الله الطلاق...
وهنا أسمحوا لي جميعا من منطلق لا حياء في الدين أن اقول هل يعقل أن تتساوى القوة الجسدية لرجل مسن منهك مع القوة الجسدية لفتاة يافعة،،، وهذا الأمر مرتبط بأهم مقاصد الزواج السامية والتي أمرنا بها شرع الله ورسوله،،، واعتقد أنكم جميعاً تفهمون ما أقصد،،، ولا أريد أحد أن يستهزء بهذا الأمر أو يقلل من شأنه،،، فهو أمر عظيم جداً،،، وقد يؤدي في كثير من الأحيان للوقوع في الذنوب والمعاصي التي من أهمها الزنا والعياذ بالله،،، فالرضى بين الطرفين في هذه النقطة بالذات ستعبر بهم لبر الأمان،،، وبطبيعة الحال سيترتب عليها السعادة والسرور بين الطرفين ومن تم نجاح الزواج.
ولكن هذا لا يفهم منه أن اي زواج لا يراعي فيه فرق السن الكبير محكوم عليه بالفشل،، بالعكس قد ينجح مثل هذا النوع من الزيجات طالما توفرت فيه شروط النجاح،،، ولكن في اعتقادي المتواضع أن نسبة نجاحه ضئيلة،،، ومن غير العدل أن يتم اتخاذ قرار الزواج مع وجود فارق السن الكبيرة لمآرب معينة في الحياة،،، على سبيل المثال الطمع في الأطفال أو طمع في مال،،، فهؤلاء لا ينظروا للمستقبل وعواقبه،،، والأولى أن يتم الزواج على أسس ناحجة وواضحة،،، ومن أهمها فارق السن الذي يرى الكثير أنه يمتد إلى عشرة سنوات... والذي سيضمن النضوج الكافي لكلا من الطرفين وتقارب في التفكير والأراء ونظرتهما للحياة،،، ومن تم التفاهم والتناغم والنجاح.
أنصح الجميع وخاصة الفتيات حفظهم الله التفكير في اي قرار زواج يحكمه فارق سن كبير نسبياً،،، فالزواج مؤسسة متكاملة وما أعظمها من مؤسسة،،، نجاحها يضمن الذرية الصالحة،،، وفشلها قد يحرق الأخضر واليابس،،، وما خاب من استشار،،، وما خاب من استخار الله..
أعذروني على الإطالة،، ولكن هذا من باب الحرص ليس إلاً
فإن صواباً فمن الله،،، وإن خطأً فمن نفسي والشيطان
رزق الله الجميع بالزوجات الصالحات،، والأزواج الصالحين
والله أعلم