خروج الليبيات العازبات للدراسة في الخارج تدعمهن الدولة بمنحة لا بأس بها، أمر كان لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد، لعلني في العموم كنت أشجع تعليم البنات ودعمهن كما علمنا أبي نحن البنات السبع ووضع حدود لسطوة الإخوة الذكور وغير ذلك. مسألة مثل مسألة إرسال الفتيات لوحدهن للدراسة لم تشغلني مطلقا لآني كنت متزوجة من جهة، ومن جهة أخرى كنت سأفكر: أن هنالك فتيات الواحدة منهن بعشرة رجال، ومن جهة ثالثة اشتراط الشريعة لمحرم عند سفر المسلمة، ومن جهة رابعة البعثات وما أدراك ما البعثات موضوع يحتاج (واسطة قوية وكتوف عراض ما نقدرش عليهم).
أما لمن يتساءل عن سبب وجودي هنا في بريطانيا فليست بعثة تعليمية طبعاً، أنا مرافقة لزوجي الذي أرسل لدورة تدريبية عن طريق الشركة التي يعمل بها.
وهنا في انجلترا عند وصولي سمعت من الليبيات في نيوكاسل عن شخصيتين، الأولى سيدة ليبية أحضرت معها أمها التي ليس لها من الأبناء غيرها عندما أرسل زوجها للدراسة، والثانية فتاة ليبية تحضر الماجستير وتعيش وحيدة، فبيّت النية على البحث عنهما وأحببت آن أتعرف على هاتين الشخصيتين، وهنا بيت القصيد.
السيدة البارة بأمها قاتلت المستحيل لتحظي الوالدة بفيزا لدخول انجلترا، فذلك ليس بالأمر السهل فالزوجة مرافقة والأم مرافقة أخرى مع الأطفال وحكاية طويلة. أما الفتاة العازبة فهي حالة تمثل زاوية مختفية في مجتمعنا. عندما تعرفت عليها وجدتني أدخل عالم العازبات الليبيات الدارسات بالخارج من أوسع أبوابه، عالم مخفي أكبر من تكهناتي كلها، فلم اسمع يوما بفتاة خرجت للدراسة بمفردها. بل إحداهن كنت اعرفها جيدا، إحدى خريجات كلية الطب البيطري، عندما تحصلت على قرار الإيفاد، أرتني إياه، ستلتحق بإحدى الجامعات الكندية للدراسة وقالت إن أخاها سيرافقها، هذه الفتاة قابلتها هنا في بريطانيا بعد أن غيرت الجامعة وبدون أي اخ أو أخت مرافقة ، الذي يحدث انه ترسل العائلة المحافظة سواء أن كان ذلك الحفاظ والتحفظ شكلا او مضمونا ابنتها للدراسة بالخارج يسافر إحدى الإخوة معها وفي الغالب لا، حتى ترتب أمورها ثم يعود ويظل هناك شبح الأخ المرافق لأخته أمام الناس، غطاء اجتماعي واهن لكنهم يلجئون إليه، السؤال بعد كل ذلك.
ماذا بعد؟ماذا بعد خروج فتاة مسلمة أنهت تعليمها الجامعي لتلتحق بالدراسة للتخصصات العليا :الماجستير أو الدكتوراه ولم تتزوج؟
لن نكون مجحفين، فالزواج كما في عرفنا قسمة ونصيب لكن العنوسة البغيضة شبح يطوف على رأس الفتاة وإن تحصلت على أعلى الشهادات ستظل (العانس المنبوذة) التي لا يأتمنها أحد أن تدخل بيته. وهذه (العانس المنبوذة) -عذرا للوصف لكنه واقع الحال- تأخذ موقفا هي الأخرى من مجتمعها الذي وسمها بهذه الصفة فتحضي بشهادة عليا من بعثتها القاسية هذه وتقع في ألف مطب من أمراض نفسية واجتماعية وهذه هي الحكاية:
سميرة وسمية، فتاتان ليبيتان في نيوكاسل بسمعة سيئة، الجميع (الليبيون وتحديدا الليبيات) يتجنبهن وهن لهن الأيادي العليا في هذه السمعة السيئة، وبالرغم إنهن متحجبات إلا إنهن غير محتشمات لباسا وسلوكاً يضعن مساحيق الزينة كما في الحفلات التنكرية، ولا يفوتن فرصة للتودد إلى أي رجل ليبي بغض النظر عن ماهيته.
فتاة أخرى، نادية أفضل حالا من هاتان الفتاتان انكفأت على ذاتها وتقوقعت تقول (ما نبيش حد يجيب عليا كلمة) لكنها في ذات الوقت تحولت لشخصية لا أريد إصدار الأحكام المجحفة عليها، لكن يمكنني القول شخصية مستغلة جدا وماكرة وغطاء (ما نبيش حد يجيب عليا كلمة) برعت في إتقانه، فهي قد تقوقعت وتحوصلت على ذاتها واقعة في مطب يُأسف عليها منه جدا، ففي ظاهرها اللطف والوداعة والفتاة البريئة يتيمة الأم التي حاربت جبهة المجتمع بكامله لتحظى بفرصة إكمال تعليمها، لكنها في الخفاء وفي الوجه الأخر من الحكاية، غذت روحها بكم من الكراهية لهذا المجتمع وتحديدا لبنات جنسها من الفتيات المتزوجات، فبالرغم من مقابلتها لهن بكل بشاشة ورحابة إلا إنها لاتطيقهن وتتمنى لهن أسوء ما يخطر ببال بشر، فهي لم تزر أبدا صديقتها وزميلة أيام الدراسة بالمرحلة الثانوية بالرغم من كونهما يعيشان في نفس الشارع تقول: (لا يمكنني رؤيتها مع زوج وأطفال ثلاث. وأنا لا أزال قابعة في بيت أبي الذي أرسلني لبريطانيا وسمة عار على جبيني)، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة أيضا وأيضاً.
فتاة أخرى لم ألتقي بها، تدرس القران الكريم في الجامع متطوعة، تقول (نادية) عن الفتاة (الشيخة) أنها وإن تطوعت لتدريس القران الكريم فهي لا تعمل به وبدون أخلاق وهذا وجه ثالث لهذه الحكاية فغير المجتمع والفتيات الدارسات بالخارج هناك حكاية الفتيات مع بعضهن، فهن لا يفوتن فرصة أياً كانت في تمزيق سمعة الأخرى، واللواتي يجتمعن معاً لتجريح أي فتاة أخرى متزوجة.
فقد حدث وأن أسهبت إحداهن معي في الحديث بالانجليزية بدون أن يكون لها أدنى فكرة عن ماهية لغتي الانجليزية، وأحسبها اعتمدت في ذلك على عدم إتقان الليبيات للغة الانجليزية، شعرت أنها تحاول إظهار الفروق بيننا، عصبة المتعلمات الساعيات للحصول على الشهادات العليا ونحن فئة المتزوجات، تركتها تفرغ ما في جعبتها لأجيبها عما كانت تتحدث عنه باللغة العربية، (اللغة العربية ليست صالحة هذه الأيام على ما يبدو).
لا ننسى انهن يتقاضين منحة لا بأس بها، ولا ننسى أن مرتباتهن في ليبيا في أحسن الظروف لن تزيد عن المائتين دينار، فما تتوقعون نتائج العملة الصعبة (1300جنيه إسترليني شهريا)، إنهن يدخرن المال لإجراء عمليات التجميل؟!! وخاصة حقن البوتوكس والسليكون لإخفاء خطوط الزمن وطبعاً في الخفاء أما كيف علمت بذلك فهي الصدفة صديقتي.
الموضوع ذا بعد أعمق مما يظهر عليه، العائلات الليبية تقاطع العازبات، فهن الفالتات من السيطرة في بلاد أجنبية دون رقيب أو حسيب، وهن اتخذن ردة فعل مضادة، يكفي أن تتعرفي على إحداهن وتقولي أنك متزوجة حتى تبدأ: (خيرك لا باس بكري بكري الواحدة تكمل قرايتها أنا خذيت الماجستير وتوا نحضر في الدكتوراه وموضوع الراجل مازال مش مفكرة فيه).
انتقاله لحال الفتيات العربيات هنا في بريطانيا وتحديدا نيوكاسل، في عمومهن لسن أفضل حالا، صديقة سورية تحدثني عن صديقتها البحرينية التي ترى أنها أفلتت من سيطرة العائلة وخاصة الأخ لتفعل ما تريد، ذاتها صديقتي السورية (هي أفضل العازبات التي عرفتهن على الإطلاق) جاءت إلى المملكة المتحدة على حسابها الشخصي دون معونة أو إيفاد لتكمل دراستها العليا، أمها تعمل معلمة وتدخر كل ما يمكنها لترسله لابنتها التي ذاقت المرارات كلها منذ وصولها وارتطامها بواقع مادي عنيف، ابتداء من السكن المشترك مع عائلات تسمي نفسها مسلمة (باكستانية وأفريقية)، حتى البحث عن فرص العمل غير المتوفرة للأجانب بشكل لائق، فمن خادمة إلى عاملة نظافة، إلى نادلة بمطعم (حلال) لسيدة إيرانية، أرتها الذل كله ودفعت لها أزهد الأجور.
صديقتي السورية (الكريمة) برغم ضيق اليد إلا أنها أصرت على استضافتي (عزومة مطنطنة) في أفضل المطاعم اللبنانية في نيوكاسل، هي عرفتني على فتاة سورية أخرى تقول: (يا ارض اشتدي ما حدا قدي) الفتاة السورية الفائقة الجمال الموفدة للدراسة في الخارجة ال ال ال تعاني ذات العقدة، عقدة العنوسة والقسمة والنصيب وبالرغم الفارق الثقافي الكبير بين مجتمعين مثل المجتمع الليبي المحافظ جداً، والمجتمع السوري الأكثر تحررا، إلا أنها ذات الأمراض الاجتماعية وذات العلل.
رجاء لا ترسلوا بناتكم وأخواتكم العازبات للدراسة بالخارج. وإن حافظت البنت على شرفها و دينها إلا أن الأمور أعمق مما تبدو عليه، أي نعم سنكسب والمجتمع، سنكسب كلنا عضوة هيئة تدريس، باحثة أو عالمة، تحمل درجات تخصصية عليا، لكنها ستعود كشبح، كذئب جريح، يحقد على مجتمع لم ينصفه (اجتماعيا). حتى وإن مددنا اليد لهن، فالوقت تأخر، وقد حاولت من كل قلبي. إنهن في طريق اللا عودة.
أما لمن يتساءل عن سبب وجودي هنا في بريطانيا فليست بعثة تعليمية طبعاً، أنا مرافقة لزوجي الذي أرسل لدورة تدريبية عن طريق الشركة التي يعمل بها.
وهنا في انجلترا عند وصولي سمعت من الليبيات في نيوكاسل عن شخصيتين، الأولى سيدة ليبية أحضرت معها أمها التي ليس لها من الأبناء غيرها عندما أرسل زوجها للدراسة، والثانية فتاة ليبية تحضر الماجستير وتعيش وحيدة، فبيّت النية على البحث عنهما وأحببت آن أتعرف على هاتين الشخصيتين، وهنا بيت القصيد.
السيدة البارة بأمها قاتلت المستحيل لتحظي الوالدة بفيزا لدخول انجلترا، فذلك ليس بالأمر السهل فالزوجة مرافقة والأم مرافقة أخرى مع الأطفال وحكاية طويلة. أما الفتاة العازبة فهي حالة تمثل زاوية مختفية في مجتمعنا. عندما تعرفت عليها وجدتني أدخل عالم العازبات الليبيات الدارسات بالخارج من أوسع أبوابه، عالم مخفي أكبر من تكهناتي كلها، فلم اسمع يوما بفتاة خرجت للدراسة بمفردها. بل إحداهن كنت اعرفها جيدا، إحدى خريجات كلية الطب البيطري، عندما تحصلت على قرار الإيفاد، أرتني إياه، ستلتحق بإحدى الجامعات الكندية للدراسة وقالت إن أخاها سيرافقها، هذه الفتاة قابلتها هنا في بريطانيا بعد أن غيرت الجامعة وبدون أي اخ أو أخت مرافقة ، الذي يحدث انه ترسل العائلة المحافظة سواء أن كان ذلك الحفاظ والتحفظ شكلا او مضمونا ابنتها للدراسة بالخارج يسافر إحدى الإخوة معها وفي الغالب لا، حتى ترتب أمورها ثم يعود ويظل هناك شبح الأخ المرافق لأخته أمام الناس، غطاء اجتماعي واهن لكنهم يلجئون إليه، السؤال بعد كل ذلك.
ماذا بعد؟ماذا بعد خروج فتاة مسلمة أنهت تعليمها الجامعي لتلتحق بالدراسة للتخصصات العليا :الماجستير أو الدكتوراه ولم تتزوج؟
لن نكون مجحفين، فالزواج كما في عرفنا قسمة ونصيب لكن العنوسة البغيضة شبح يطوف على رأس الفتاة وإن تحصلت على أعلى الشهادات ستظل (العانس المنبوذة) التي لا يأتمنها أحد أن تدخل بيته. وهذه (العانس المنبوذة) -عذرا للوصف لكنه واقع الحال- تأخذ موقفا هي الأخرى من مجتمعها الذي وسمها بهذه الصفة فتحضي بشهادة عليا من بعثتها القاسية هذه وتقع في ألف مطب من أمراض نفسية واجتماعية وهذه هي الحكاية:
سميرة وسمية، فتاتان ليبيتان في نيوكاسل بسمعة سيئة، الجميع (الليبيون وتحديدا الليبيات) يتجنبهن وهن لهن الأيادي العليا في هذه السمعة السيئة، وبالرغم إنهن متحجبات إلا إنهن غير محتشمات لباسا وسلوكاً يضعن مساحيق الزينة كما في الحفلات التنكرية، ولا يفوتن فرصة للتودد إلى أي رجل ليبي بغض النظر عن ماهيته.
فتاة أخرى، نادية أفضل حالا من هاتان الفتاتان انكفأت على ذاتها وتقوقعت تقول (ما نبيش حد يجيب عليا كلمة) لكنها في ذات الوقت تحولت لشخصية لا أريد إصدار الأحكام المجحفة عليها، لكن يمكنني القول شخصية مستغلة جدا وماكرة وغطاء (ما نبيش حد يجيب عليا كلمة) برعت في إتقانه، فهي قد تقوقعت وتحوصلت على ذاتها واقعة في مطب يُأسف عليها منه جدا، ففي ظاهرها اللطف والوداعة والفتاة البريئة يتيمة الأم التي حاربت جبهة المجتمع بكامله لتحظى بفرصة إكمال تعليمها، لكنها في الخفاء وفي الوجه الأخر من الحكاية، غذت روحها بكم من الكراهية لهذا المجتمع وتحديدا لبنات جنسها من الفتيات المتزوجات، فبالرغم من مقابلتها لهن بكل بشاشة ورحابة إلا إنها لاتطيقهن وتتمنى لهن أسوء ما يخطر ببال بشر، فهي لم تزر أبدا صديقتها وزميلة أيام الدراسة بالمرحلة الثانوية بالرغم من كونهما يعيشان في نفس الشارع تقول: (لا يمكنني رؤيتها مع زوج وأطفال ثلاث. وأنا لا أزال قابعة في بيت أبي الذي أرسلني لبريطانيا وسمة عار على جبيني)، غير أن الأمر ليس بهذه البساطة أيضا وأيضاً.
فتاة أخرى لم ألتقي بها، تدرس القران الكريم في الجامع متطوعة، تقول (نادية) عن الفتاة (الشيخة) أنها وإن تطوعت لتدريس القران الكريم فهي لا تعمل به وبدون أخلاق وهذا وجه ثالث لهذه الحكاية فغير المجتمع والفتيات الدارسات بالخارج هناك حكاية الفتيات مع بعضهن، فهن لا يفوتن فرصة أياً كانت في تمزيق سمعة الأخرى، واللواتي يجتمعن معاً لتجريح أي فتاة أخرى متزوجة.
فقد حدث وأن أسهبت إحداهن معي في الحديث بالانجليزية بدون أن يكون لها أدنى فكرة عن ماهية لغتي الانجليزية، وأحسبها اعتمدت في ذلك على عدم إتقان الليبيات للغة الانجليزية، شعرت أنها تحاول إظهار الفروق بيننا، عصبة المتعلمات الساعيات للحصول على الشهادات العليا ونحن فئة المتزوجات، تركتها تفرغ ما في جعبتها لأجيبها عما كانت تتحدث عنه باللغة العربية، (اللغة العربية ليست صالحة هذه الأيام على ما يبدو).
لا ننسى انهن يتقاضين منحة لا بأس بها، ولا ننسى أن مرتباتهن في ليبيا في أحسن الظروف لن تزيد عن المائتين دينار، فما تتوقعون نتائج العملة الصعبة (1300جنيه إسترليني شهريا)، إنهن يدخرن المال لإجراء عمليات التجميل؟!! وخاصة حقن البوتوكس والسليكون لإخفاء خطوط الزمن وطبعاً في الخفاء أما كيف علمت بذلك فهي الصدفة صديقتي.
الموضوع ذا بعد أعمق مما يظهر عليه، العائلات الليبية تقاطع العازبات، فهن الفالتات من السيطرة في بلاد أجنبية دون رقيب أو حسيب، وهن اتخذن ردة فعل مضادة، يكفي أن تتعرفي على إحداهن وتقولي أنك متزوجة حتى تبدأ: (خيرك لا باس بكري بكري الواحدة تكمل قرايتها أنا خذيت الماجستير وتوا نحضر في الدكتوراه وموضوع الراجل مازال مش مفكرة فيه).
انتقاله لحال الفتيات العربيات هنا في بريطانيا وتحديدا نيوكاسل، في عمومهن لسن أفضل حالا، صديقة سورية تحدثني عن صديقتها البحرينية التي ترى أنها أفلتت من سيطرة العائلة وخاصة الأخ لتفعل ما تريد، ذاتها صديقتي السورية (هي أفضل العازبات التي عرفتهن على الإطلاق) جاءت إلى المملكة المتحدة على حسابها الشخصي دون معونة أو إيفاد لتكمل دراستها العليا، أمها تعمل معلمة وتدخر كل ما يمكنها لترسله لابنتها التي ذاقت المرارات كلها منذ وصولها وارتطامها بواقع مادي عنيف، ابتداء من السكن المشترك مع عائلات تسمي نفسها مسلمة (باكستانية وأفريقية)، حتى البحث عن فرص العمل غير المتوفرة للأجانب بشكل لائق، فمن خادمة إلى عاملة نظافة، إلى نادلة بمطعم (حلال) لسيدة إيرانية، أرتها الذل كله ودفعت لها أزهد الأجور.
صديقتي السورية (الكريمة) برغم ضيق اليد إلا أنها أصرت على استضافتي (عزومة مطنطنة) في أفضل المطاعم اللبنانية في نيوكاسل، هي عرفتني على فتاة سورية أخرى تقول: (يا ارض اشتدي ما حدا قدي) الفتاة السورية الفائقة الجمال الموفدة للدراسة في الخارجة ال ال ال تعاني ذات العقدة، عقدة العنوسة والقسمة والنصيب وبالرغم الفارق الثقافي الكبير بين مجتمعين مثل المجتمع الليبي المحافظ جداً، والمجتمع السوري الأكثر تحررا، إلا أنها ذات الأمراض الاجتماعية وذات العلل.
رجاء لا ترسلوا بناتكم وأخواتكم العازبات للدراسة بالخارج. وإن حافظت البنت على شرفها و دينها إلا أن الأمور أعمق مما تبدو عليه، أي نعم سنكسب والمجتمع، سنكسب كلنا عضوة هيئة تدريس، باحثة أو عالمة، تحمل درجات تخصصية عليا، لكنها ستعود كشبح، كذئب جريح، يحقد على مجتمع لم ينصفه (اجتماعيا). حتى وإن مددنا اليد لهن، فالوقت تأخر، وقد حاولت من كل قلبي. إنهن في طريق اللا عودة.