ما الذي حلَّ بالبلاد ؟
الحمد لله الكبير المتعال والصلاة والسلام على رسوله الضحوك القتَّال أما بعد :
أخي المسلم, لعل سؤالاً كهذا يُكدّر صفْوك وينغص عيشك لا سيّما حين ترجع بذاكرتك قليلاً فتتراءى لك صورُ تلك الوجوه الكريمة, شبابٌ صدقوا الله ما وعدوه, بذلوا مُهَجَهم وخَطُّوا بدمائهم الزكية أوسمة الشرف, حين رحلوا ظنهم الكثير أنهم حقاً ماتوا وهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون, اعتلوا مكاناً عند مليك مقتدر
غَـدا غَـدوَةً وَالـحَمدُ نَـسجُ رِدائِهِ ** فَـلَم يَـنصَرِف إِلّا وَأَكـفانُهُ الأَجرُ
تَـرَدّى ثِـيابَ الـمَوتِ حُمراً فَما أَتى ** لَـها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُ
من شعر أبي تمّام
كثيراً ما يُحزننا ذكرُ تلك التضحيات فنتساءل أحياناً : هل ذهبت تضحياتهم سُدى !,و لو تأملنا كتاب الله عز وجل لوجدنا الجواب ,(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم
قال ابن كثير في تفسيرها : أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها, ولئن كفرتم أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد, وذلك بسلبها عنهم وعقابه إيَّاهم على كفرها .
إن ما يحصل في بلادنا هو كفرٌ بنعمة النصر, وأي نصر, إنه النصر على من اضطهدنا حتى في إقامة ديننا فصرنا نتنازل عن بعض ما أوجب الله علينا حفظاً لأرواحنا, ثم أتى وعدُ الله وآنت سنتُه في الظالمين (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ)
كثرت التشكيلات المسلحة والحركات الإسلامية وكثير منها وللأسف لا هم له إلا الترويج لأفكاره وعقيدته بل يعقدون الولاء والبراء عليها, إخوان, سلفية, جهادية, صوفية, والحقيقة ألا شيء من هذه التسميات قد أتى بها دينُنا الحنيف ولا ما أمرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بل سمّانا ربُّنا مسلمين لا غير؛ قال تعالى (هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا) .
عندما اشتد الأذى ببنئ إسرائيل (قوم موسى عليه السلام) قالوا : قد جرى علينا مثل ما رأيت من الهوان والإذلال من قبل ما جئت يا موسى ، ومن بعد ذلك . فقال منبهاً لهم على حالهم الحاضرة وما يصيرون إليه
(قَالَ عَسَى رَبّكُمْ أَنْ يُهْلِك عَدُوّكُمْ وَيَسْتَخْلِفكُمْ فِي الْأَرْض فَيَنْظُر كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم لا تحرمنا خيرَ ما عندك بشرِّ ما عندنا
آمـــين
بقلم : غَيور
الحمد لله الكبير المتعال والصلاة والسلام على رسوله الضحوك القتَّال أما بعد :
أخي المسلم, لعل سؤالاً كهذا يُكدّر صفْوك وينغص عيشك لا سيّما حين ترجع بذاكرتك قليلاً فتتراءى لك صورُ تلك الوجوه الكريمة, شبابٌ صدقوا الله ما وعدوه, بذلوا مُهَجَهم وخَطُّوا بدمائهم الزكية أوسمة الشرف, حين رحلوا ظنهم الكثير أنهم حقاً ماتوا وهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون, اعتلوا مكاناً عند مليك مقتدر
غَـدا غَـدوَةً وَالـحَمدُ نَـسجُ رِدائِهِ ** فَـلَم يَـنصَرِف إِلّا وَأَكـفانُهُ الأَجرُ
تَـرَدّى ثِـيابَ الـمَوتِ حُمراً فَما أَتى ** لَـها اللَيلُ إِلّا وَهيَ مِن سُندُسٍ خُضرُ
من شعر أبي تمّام
كثيراً ما يُحزننا ذكرُ تلك التضحيات فنتساءل أحياناً : هل ذهبت تضحياتهم سُدى !,و لو تأملنا كتاب الله عز وجل لوجدنا الجواب ,(لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) إبراهيم
قال ابن كثير في تفسيرها : أي لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها, ولئن كفرتم أي كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها إن عذابي لشديد, وذلك بسلبها عنهم وعقابه إيَّاهم على كفرها .
إن ما يحصل في بلادنا هو كفرٌ بنعمة النصر, وأي نصر, إنه النصر على من اضطهدنا حتى في إقامة ديننا فصرنا نتنازل عن بعض ما أوجب الله علينا حفظاً لأرواحنا, ثم أتى وعدُ الله وآنت سنتُه في الظالمين (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ)
كثرت التشكيلات المسلحة والحركات الإسلامية وكثير منها وللأسف لا هم له إلا الترويج لأفكاره وعقيدته بل يعقدون الولاء والبراء عليها, إخوان, سلفية, جهادية, صوفية, والحقيقة ألا شيء من هذه التسميات قد أتى بها دينُنا الحنيف ولا ما أمرنا بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بل سمّانا ربُّنا مسلمين لا غير؛ قال تعالى (هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا) .
عندما اشتد الأذى ببنئ إسرائيل (قوم موسى عليه السلام) قالوا : قد جرى علينا مثل ما رأيت من الهوان والإذلال من قبل ما جئت يا موسى ، ومن بعد ذلك . فقال منبهاً لهم على حالهم الحاضرة وما يصيرون إليه
(قَالَ عَسَى رَبّكُمْ أَنْ يُهْلِك عَدُوّكُمْ وَيَسْتَخْلِفكُمْ فِي الْأَرْض فَيَنْظُر كَيْفَ تَعْمَلُونَ)
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
اللهم لا تحرمنا خيرَ ما عندك بشرِّ ما عندنا
آمـــين
بقلم : غَيور