دور "مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" في صياغة المشروع الصهيوني لتفتيت الأقطار العربية

التاريخ/ 9 /11/ 2010م.

المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي

تقديم المركز
أعد هذا البحث مدير عام "الدار العربية للدراسات والنشر" بالقاهرة، الدكتور حلمي عبد الكريم الزعبي، ليكون مرجعاً هاماً لكل من يريد معرفة وإدراك الدور الخطير الذي ينهض به "مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا" في إنجاز عملية الاختراق في المنطقة العربية.

من بين العناوين الخلاقة لنشاط مركز ديان في الآونة الأخيرة:
 ندوة حول التركيبة السكانية لدول المغرب العربي وإمكانية اختراقها والعمل على تفكيكها على غرار ما حدث شمال العراق وجنوب السودان.
ومن أجل إعطاء هذه المعالجة الإسرائيلية لموضوعة الفرص والإمكانات السانحة لدعم حركات انفصالية تمّت دعوة 18 شخصية أمازيغية مغربية وضمان مشاركتهم في ندوة حول ما سمّي بمشكلة الأمازيغ في دول المغرب وعلى الأخص المغرب والجزائر. ويرى نفر من الباحثين المختصين في الشؤون الإسرائيلية أنّ مركز ديان ينطلق في معالجة ما يسمى بمشكلة الأمازيغ في دول المغرب العربي من خلفية نظرية وعملية ساهمت في بدور كبير في تخليق أوضاع في شمال العراق وجنوب السودان وفي الغرب منه (دارفور) تفاقمت وانفجرت على شكل عمليات تمرد قادتها حركات ارتبطت بعلاقات خاصة مع الأجهزة الإسرائيلية وتماس مع مركز ديان.
الصحف المغربية وفي معرض تغطيتها لزيارة الوفد الأمازيغي المغربي لإسرائيل تحدثت باقتضاب وإيجاز عن التحدي الحقيقي الذي يسهم مركز ديان في تخليقه في منطقة المغرب العربي امتدادا واستكمالا لدور لعبه منذ تأسيسه في المشرق العربي في العراق والسودان وفي لبنان وفي مصر وفي الأردن.
 ندوة بعنوان "الدولة والمجتمع يتقوضان في العالم العربي": شارك فيها جمهور واسع من الباحثين الإسرائيليين من العاملين في المركز ومن خارجه، هذه الندوة غطت معظم الدول العربية في المشرق مصر والسودان والعراق وسوريا والمملكة السعودية واليمن، وفي منطقة المغرب الجزائر والمغرب والجماهيرية الليبية.
 ندوة حوا ما سمي حركات التمرد في الدول العربية الحاضنة للجماعات الأثنية والطائفية (الحالتين العراقية والسودانية) وحالات أخرى يمكن أن تنتج وتولّد.
 ليبيا والمواجهة بين تيارين الأصولية والوطنية وتطورات المستقبل.هل ستواجه ليبيا تحديات التقسيم والتشطير على غرار الحالة السودانية انطلاقا من عوامل مساعدة مفترضة أثنية ومناطقية؟
 الدول العربية في مواجهة مرحلة الصراعات الداخلية والانزلاق إلى التفتيت السودان العراق اليمن الصومال ولبنان.
البنية الفكرية لهذا المركز في المشاريع الإسرائيلية تستند على دعامتين:
1. الدعامة الأولى: نظرية إثارة الفتن ودق الأسافين داخل المجتمعات العربية في نطاق إستراتيجية تفتيت المجتمعات والدول وتفكيكها من الداخل عن طريق تأجيج حالات التمرد والصراعات.
2. الدعامة الثانية: التحالف مع ما سمّي بالجماعات الأثنية والطائفية من أجل إسناد ودعم مشاريعها وأجنداتها الانفصالية والتقسيمية.
منطقة المغرب العربي ضمن أولويات نشاط المركز في المرحلة الحالية والمستقبلية
رغم المنافسة التي يلقاها مركز ديان من قبل المراكز الإسرائيلية الجديدة إلا أنّه مازال في صدارة الموقع من حيث نشاطه وعمله وصياغة المشاريع التي تخدم الإستراتيجية الإسرائيلية في المنطقة العربية. في البداية كان هذا الدور الذي أدّاه مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط يركز على منطقة المشرق العربي والتركيز على بؤرتين أساسيتين للتفتيت:
1. الأولى: منطقة كردستان في شمال العراق.
2. الثانية: جنوب السودان.
ومما يجدر التنويه به هنا إلى أنّه كانت هناك بؤر أخرى مثل لبنان وسوريا ومصر، لكنّ التأكيد جرى على البؤرتين العراقية والسودانية بوصفهما "بؤرتين مختمرتين لإنجاز عملية التفتيت" بعد فشل الجهود التي اتجهت إلى البؤرة اللبنانية على إثر اندلاع الحرب الأهلية في عام 1975، هذا دون إهمال الساحة المصرية ودون تراجع عن إنتاج حالة على غرار الحالة العراقية والسودانية في دول عربية أخرى وعلى الأخص لبنان.
المركز وبإيعاز من عدّة هيئات أمنية واستخباراتية وسياسية إسرائيلية قرّر التوجه إلى منطقة المغرب العربي، هذا القرار منشأه المؤسسة الاستخباراتية، كما ذكر رئيس قسم دول شمال إفريقيا في المركز (جدعون جرا) الحاصل على أطروحة الدكتوراه بعنوان: كيف يحكم العقيد القذافي في ليبيا؟".
على ضوء هذا التكليف بدأ مركز ديان ومنذ عام 2005 وبعد صياغة مشروعه الذي اعتمد من قبل المؤسسات السياسية والأمنية الإسرائيلية يقوم بأنشطة عن دول المغرب العربي يمكن أن تشكّل إسهاما في دعم تحرك الأجهزة المسؤولة عن إنجاز عملية التفتيت يلخصها الباحث العربي من الداخل الدكتور علي سلمان:
1. إعداد سلسلة من الأبحاث والدراسات عن دول المغرب بالإضافة إلى الندوات والورش.
2. الاستقطاب داخل ليبيا بين نظام القذافي القومي والبرجماتي وبين الاتجاهات الأصولية.
3. الشرق الليبي وحركة تحرير التبو هل هي بداية التمرد على غرار حركات التمرد في جنوب السودان ودارفور؟.
4. ماذا بعد القذافي ومن بعد القذافي؟
5. هل تواجه ليبيا تحديات داخلية ومن دول الجوار؟
6. تعثر النظام السياسي في الجزائر.
7. المشكلة الأمازيغية في المغرب والجزائر أبعادها وتطوراتها المحتملة.
8. العلاقة التاريخية بين اليهود والأمازيغ في منطقة شمال إفريقيا.
سلسلة طويلة من الدراسات والأبحاث والندوات رعاها ونظمها المركز عن أوضاع منطقة المغرب العربي تصب كلّها في خدمة المشروع التفتيتي الإسرائيلي. أمّا الأنشطة الأخرى التي أطلقها مركز ديان فأهمها:
1. العمل على إقامة لجان صداقة أمازيغية إسرائيلية في كل من إسرائيل والمغرب.
2. تنظيم ندوات وفعاليات حول ما سمّي بالمشكلة الأمازيغية يدعا إليها مشاركون أمازيغ من المغرب ومن الجزائر ممن يعيشون في فرنسا وبلجيكا وكذلك من ليبيا.
3. تنسيق جهود المركز مع منظمات يهودية ومحلية في فرنسا وإسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة وكندا لرعاية مناسبات ثقافية وحتى سياسية في الخارج.
4. تسويق مواد دعائية كتيبات وكراسات ومنشورات تحرض على التمرد والعنف وتتحدث بكثير من المبالغة عن وجود استياء عام في الجزائر والمغرب وليبيا، ووجود ثغرات يمكن أن توظف ومشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية يمكن أن تستغل لتبرير التمرد والعصيان.
مواجهة دور مركز ديان والمراكز الإسرائيلية الأخرى في فرض تحدي التفتيت
في حديثنا عن دور مراكز البحوث الإسرائيلية ونشاطها كان ولا يزال لدور مركز ديان نصيب الأسد في نطاق إستراتيجية التفتيت.
الفضل فيما حدث ويحدث في شمال العراق وفي جنوب السودان وفي غرب السودان (دارفور) يعزا إلى هذا الدور الذي مارسه ويمارسه هذا المركز، الذي وضع معظم الدول العربية على خارطة التفتيت بما فيها مصر، السعودية، سوريا، لبنان، اليمن، الجزائر المغرب الجماهيرية الليبية.
المركز يستمد هذا الزخم في عمله من عدّة مكونات:
1. دعم غير محدود من قبل الهيئات الأمنية والسياسية الإسرائيلية وكذلك من قبل منظمات المجتمع المدني الإسرائيلي والجامعات والأحزاب.
2. دعم أمريكي هائل لنشاط المركز نظرا لتقاطع برامجه مع برامج أمريكية على مستوى الإدارة وعلى مستوى مراكز البحوث والأحزاب وحركات إيديولوجية ودينية، وعلى الأخص في صياغة مشروع التفتيت للمنطقة العربية.
3. هذا المركز يحظى أحيانا بدعم عربي غير مباشر عن وعي أو بدون وعي مثل السماح لوجود واجهات للمركز مثل المركز الأكاديمي في القاهرة وفي الأردن ثمّ في لإفساح مساحات في بعض الفضائيات العربية لباحثين فيه للإدلاء بدلوهم للترويج للمشروع التفتيتي وفي التطاول على كل من يغار ويصون كرامة هذه الأمة ومصالح الوطن العربي مثل قناة الجزيرة والعربية التي تجري بين الفينة والأخرى مقابلات مع (أيال زايسر) رئيس قسم سوريا ومدير المركز

09-11-2010