هذه قصيدة مدرسة الحياة للشاعر والناقد الأدبي اليمني عبد الله البردوني.... وهي قصيدة من العيار الثقيل جدااا..

ماذا يريد المرء ما يشفيه ___يحسو روا الدنيا و لا يرويه
و يسير في نور الحياة و قلبه ينساب بين ضلالة و التيه
و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه حاشى الحياة بأنّها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه___ بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه
و يظنّ أن عدوّه في غيره ___و عدوّه يمسي و يضحي فيه
غرّ و يدمي قلبه من قلبه ___و يقول : إن غرامه يدميه
غرّ و كم يسعى ليروي قلبه___ بهنا الحياة و سعيه يظميه
يرمي به الحزن المرير إلى الهنا ___حتّى يعود هناؤه يرزيه
و لكم يسيء المرء ما قد سرّه___ قبلا و يضحكه الذي يبكيه
ما أبلغ الدنيا و أبلغ درسها ___و أجلّها و أجلّ ما تلقيه
و من الحياة مدارس و ملاعب___ أيّ الفنون يريد أن تحويه
بعض النفوس من الأنام بهائم ___لبست جلود الناس للتمويه
كم آدمي لا يعدّ من الورى ___إلاّ بشكل الجسم و التشبيه
يصبو فيحتسب الحياة صبيّة ___و شعوره الطفل الذي يصبيه
***

قم يا صريع الوهم واسأل بالنهى ___ما قيمة الإنسان ما يعليه
واسمع تحدّثك الحياة فإنّها___ أستاذة التأديب و التّفقيه
وانصب فمدرسة الحياة بليغة ___تملي الدروس و جلّ ما تمليه
سلها و إن صمتت فصمت جلالها___ أجلى من التصريح و التنويه