السلام عليكم ..
جلبت لكم ما أظن أنه سيحزنكم .. ولعل الفرحة تولد من رحم الأحزان .. فلا تبتئسوا !
أود هنا ان احدثكم بما يجول في خاطري .. هو موضوع قديم جديد .. يزورني من حين لاخر كلما مررت بموقف يوقظ ذكرياتي بخصوص بعض المظاهر الاجتماعية في ليبيا خاصة وفي بلدان المسلمين عامة.
الموضوع سيكون طويلا فمن لم يكن لديه وقت فليمرر هذه المشاركة : ) ويجتازها مع اعتذاري الشديد!
زرتُ مرة مزرعة لأحد المعارف في قرى ليبيا الحبيبة .. وكانت هي عادتي للتنفيس فاهرب من المدن لاستنشق هواءً نظيفاً وامتِّع ناظري بسماء لا تخترقها اسلاك الكهرباء والهاتف ولا تعكر صفو مد نظري المباني والبيوت والاعمدة والجدران القائمة والمهدَّمة ..
في ذلك اليوم كانت زيارتي للمزرعة مميزة حيث انني قابلت الراعي والذي كان من بلدا اسلاميا عربيا!
لم يكن المنظر الوحيد في ليبيا او في دولنا الاسلامية ولكنه كان محطة ولكنها كانت مهمة حيث انني اقتربت اكثر وجلست مع هذا "الانسان" الذي كانت التجاعيد في وجهه ويديه وكأنها تتحدث عن كل المحطات الحزينة في حياته .
لم يخطر ببالي أن ابحث عنه بصدق ولكني مررت بمسكنه "براكة متآكلة" في زاوية مقطوعة بعيدة فلحظته يجلس يُعد الشاي.
ملابسه رثَّة .. اقتربت منه .. قام يركض للسلام علي ..فخجلت كثيرا من الموقف وسارعت اليه لئلا يقوم من مقعده ولكن سبقني واستقبلني .. كان عجوزا مقارنة بعمري ولكن فقره عوده ان يتذلل لكل غريب من "الجنس السامي" من اقرباء ومعارف صاحب المزرعة فهو خادم الجميع دون اسثناء !
سلمت عليه سلاما حارا شعرت بانه استغربه ولسان حاله يقول "من اين جاء هذا الابله الذي يعاملني كبشر!" واردت الجلوس فرفض الى ان اتاني بقطعة سجاد مهترئة ... لعلها افضل ما يملك ! فجلست بعد ان وضعها على حجر لعله ايضا صالون الضيوف في "براكته"!
بدأت حديثي معه في أمور كثيرة .. كان "يداعب" التراب "بقسوة" بعصا لم يطلقها من يده مذ لقيته .. لم يرفع عينيه ابدا .. وكأنه يحمل هم وذل الدنيا على كتفيه .. رايت في وجهه "رجولة مقهورة" .. و"كرامة مهدورة" .. وكيف لا واصغر اصغر صبي من "العائلة المالكة" يتطاول عليه ويهينه وقتما شاء وكيفما شاء بسبب ودون سبب ..
لا يهم أحد آدمية هذا الرجل ولا تاريخه ولا سبب وجوده بعيدا عن ابناءه واهله وبيته وبلده .
لا أحد يهتم ان كان اسمه ابا بكر او "جون" !!
وكأن اسم ابا بكر لا يذكرهم باي شيء له علاقة بالاسلام وبمحمد عليه الصلاة والسلام!؟
كانت "برَّاكته" تقبع في زاوية بعيدة وكأنه "أجرب" يُخشى" ان تنتقل عدْواه للاخرين.
يقدَّم له الطعام بطريقة مهينة جدا .. وكأنه يقدم للمواشي ..
قد يستغرب البعض ممن ليس لديهم خلفية ولكن يا سادة هذه حالة الكثيرين من فقراء المسلمين ممن أجبروا على مهن لا تعكس طهر قلوبهم ولا نضج عقولهم ولا عزة انفسهم ولكنها الاقدار ليُمتحنوا هم ونُمتحن فيهم نحن.
حدثني ابو بكر عن ابنه محمد وكيف انه لم يره منذ قرابة السنتين ... يا الله ... سنتين لم ير فلذة كبده .. لا "كاميرا انترنت" ولا اتصالات الا عندما "يحن" عليه احد مُلاك المزرعة ليأخذوه لمقر البريد ليحدث اهله من هناك ان كان محظوظا و"علق الخط" كما أخبرني.
كاد يبكي ابو بكر وهو يحدثني عن زواج ابنته من ابن عمها في غيابه .. فكانت هي امنية الابنة العروس .. لم تتمنى شهر عسل بتركيا او بسوريا او بقبرص ! تتمنى ان يكون والدها الى جانبها ... لكن لقمة العيش تغير الاتجاهات وتعترض الافراح !
افليس من المعيب ان نكون نحن والدنيا على امثال هؤلاء وننغص معيشتهم ونحن نحمل امانة الاسلام .. دين الكلمة الطيبة والعدل.
عموما لم أعترض ابا بكر في حديثه بالرغم من صوته الاجش يدل على انه يحبس دموعا لعل حبسها هو ما تبقى من رجولة مكسورة .. لم اعرتضه ولم اغير دفة الموضوع ليس لاني اتلذذ بالاستماع لمآسيه الكثيرة بل لانني اردت ان اقدم له خدمة بان استمع اليه !!
لعله لم يتحدث مع احد لسنوات ولم يسمعه احد لسنوات .. فاي قلب يحتمل الكبت لايام وشهور وسنوات !؟
هل لانه "راعي غنم" و"مغترب" يعني انه آلة ليس له قلب او احساس .. ليس لديه اناس يتذكرهم عندما يضع راسه على وسادته .. لا يرى صورة ابنه في القمر وزوجته في الشمس وابنته في زهرة الحقل !؟
حدثني ابو بكر انه يحفظ كتاب الله ... وكانت هذه هي الضربة القاضية لي ..
حاورته قليلا عن بعض الايات فوجدته يسرد ها دون انقطاع أو توقف .. بل ويقول لي قرأها ورش هكذا وقالون هكذا وحفص هكذا !!
لو علم اهل المزرعة فضل القران وفضل قلبٍ يحمل القران هل سيعاملونه بتلك الطريقة يا ترى!؟
ومن وحي لقائي بابي بكر أقول :
متى يا ترى نترفق ببعضنا "اي بالمسلمين" من البلدان المجاورة ؟
متى سنعاملهم على انهم "مهاجرون" في سبيل الله .. تركوا الاهل والبيت لانهم يسعون وراء لقمة عيش بالحلال .. ضاقت بهم الارض في دارهم فلجؤوا لبلادنا وفضلوا خدمتنا على ان يسرقوا او ينصبوا في بلدانهم.
متى سنتواضع يا ترى ونعلم ان التونسي انسان مسلم وان المصري انسان مسلم وان السوداني انسان مسلم وان كثير من التشاديين هم أناس مسلمون وانه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ..
متى سنتعلم آداب معاملة المسلم ايا كانت قوميته او دولته او لونه!؟
الى متى ونحن نعيش الغرور والترفع على الناس من كل جنس ولون وكاننا نحن الذين ملكنا الارض!؟
ليس عيبا ان يفاخر الانسان باصله وببلده ولكن لا يجوز ان يكون هذا على حساب الاخرين.
المسلمون في بلادنا أمانة في اعنقانا نحن كشعوب وليس من مسؤولية الدولة ان تحفظ حقهم او ان تحميهم على الاقل من وجهة نظري.
والاهم لنتعلم الا نمن على احد .. ان اعطينا "السبَّاك" اجرته نكاد نرميها على وجهه او على الارض ..
متى سيتوقف شبابنا "المسلم" عن السخرية من "العمَّال" الذين يجلسون على الطرقات والذين همهم هو كل سيارة تتوقف فيركضوا اليها ليكتشفوا انهم شباب "يضيعون" الوقت ويتسلون بهم ويريدون ان "يضحكوا".
لنتذكر ان الله عز وجل يمتحننا بفقر هؤلاء !
لنمحو من عقولنا عقدة "الافضلية" والتي نعاني منها كلنا كعرب وزادت في بلادي "ليبيا" الى حد مقزز.
كل عربي مسلم يرى نفسه افضل من جيرانه.
التونسي كذاب والمصري سارق والجزائري خائن وفلان شاذ والاخر فاسد اخلاقيا .. حتى تضيق الحلقة فنجد انفسنا بمفردنا .. نحن العرق السامي والكلام ينطبق على جل المسلمين في البلدان العربية فالتونسي يُقيِّم الليبي والمصري والجزائري والمغربي وهكذا الى ما لا نهاية.
يقول البعض .. وماذا جاءنا من وراء هؤلاء !؟
وعاملناهم بالمعروف وكل يوم تسجل جرائم واعتداءات فأقول ان الله حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده .. فلماذا نظلم الكل بسبب ما اقترفه قلة !؟
يقول الله عز وجل في سورة المائدة : "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
فيا سبحان الله نحن مطالبون بالعدل حتى مع العدو فعداءنا له لا يجعلنا نظلمه ونطغى فما بالنا باخوة لنا شردهم الجوع ولافقر فهربوا الى بلادنا طلبا للرزق !؟ ولماذا وهم يخدموننا ويكذب من يقول اننا في غنى عنهم !؟
علَّمنا منذ طفولتنا " حتى في كتاتيب تحفيظ القران" مسملون عرب وبنوا منازلنا مسلمون عرب وأصلحوا سيارتنا مسلمون عرب.
فلماذا نهينهم وننقص من قدرهم وهم أناس مثلنا مثلهم والفرق انهم فقراء هاجروا للبحث عن الرزق .. او اغنياء يريدون ان يضربوا في الارض لعله يجدو مراغما وسعة في ارض غير ارضهم.
لماذا نهين المعلمون من الجنسيات الاخرى وهم يعطوننا حصيلة علمهم .. ونكن عليهم براتب شهري .. هو حقهم على اي حال فلا نتوقع من احد ان يعلمنا بالمجان مثلا !!
لماذا نحاسب "الانجليز" مثلا على نظرة او لمحة او غمزة ونقول ما أحقرهم وأحقر عنصريتهم !
ونحن نتفنن في العنصرية ضد بعضنا البعض ونحن مسلمون ومن عرق واحد وحتى قبائلنا واحدة موزعة على ارض العرب ..
نلوم الغرب على انهم "احيانا" يقومون ببعض الاعمال العنصرية في بلدانهم ضدنا ونحن "افارقة واسيويين" .. كيف نلومهم وهذا حالنا مع بني جلدتنا يا ترى !؟
ساتوقف هنا .. فالحديث لن ينتهي.
حفظكم الله
لعل المسؤولية اليوم على عاتق النخبة المتعلمة الملتزمة لكي تضع النقاط على الحروف وتتعلم وتُعلم الاخرن كيف يُعامل الانسان لادميته حتى وان كان كافرا فما بالنا بأهل القبلة !؟
سأعود في وقت آخر لاعادة التنسيق "الذي ذهب مع الريح" وكذلك ساقوم بتلوين بعض المقاطع لكي تستريح عيونكم أكثر عند القراءة فيكفي انني فجعتكم بهذه المُطوَّلة :)
جلبت لكم ما أظن أنه سيحزنكم .. ولعل الفرحة تولد من رحم الأحزان .. فلا تبتئسوا !
أود هنا ان احدثكم بما يجول في خاطري .. هو موضوع قديم جديد .. يزورني من حين لاخر كلما مررت بموقف يوقظ ذكرياتي بخصوص بعض المظاهر الاجتماعية في ليبيا خاصة وفي بلدان المسلمين عامة.
الموضوع سيكون طويلا فمن لم يكن لديه وقت فليمرر هذه المشاركة : ) ويجتازها مع اعتذاري الشديد!
زرتُ مرة مزرعة لأحد المعارف في قرى ليبيا الحبيبة .. وكانت هي عادتي للتنفيس فاهرب من المدن لاستنشق هواءً نظيفاً وامتِّع ناظري بسماء لا تخترقها اسلاك الكهرباء والهاتف ولا تعكر صفو مد نظري المباني والبيوت والاعمدة والجدران القائمة والمهدَّمة ..
في ذلك اليوم كانت زيارتي للمزرعة مميزة حيث انني قابلت الراعي والذي كان من بلدا اسلاميا عربيا!
لم يكن المنظر الوحيد في ليبيا او في دولنا الاسلامية ولكنه كان محطة ولكنها كانت مهمة حيث انني اقتربت اكثر وجلست مع هذا "الانسان" الذي كانت التجاعيد في وجهه ويديه وكأنها تتحدث عن كل المحطات الحزينة في حياته .
لم يخطر ببالي أن ابحث عنه بصدق ولكني مررت بمسكنه "براكة متآكلة" في زاوية مقطوعة بعيدة فلحظته يجلس يُعد الشاي.
ملابسه رثَّة .. اقتربت منه .. قام يركض للسلام علي ..فخجلت كثيرا من الموقف وسارعت اليه لئلا يقوم من مقعده ولكن سبقني واستقبلني .. كان عجوزا مقارنة بعمري ولكن فقره عوده ان يتذلل لكل غريب من "الجنس السامي" من اقرباء ومعارف صاحب المزرعة فهو خادم الجميع دون اسثناء !
سلمت عليه سلاما حارا شعرت بانه استغربه ولسان حاله يقول "من اين جاء هذا الابله الذي يعاملني كبشر!" واردت الجلوس فرفض الى ان اتاني بقطعة سجاد مهترئة ... لعلها افضل ما يملك ! فجلست بعد ان وضعها على حجر لعله ايضا صالون الضيوف في "براكته"!
بدأت حديثي معه في أمور كثيرة .. كان "يداعب" التراب "بقسوة" بعصا لم يطلقها من يده مذ لقيته .. لم يرفع عينيه ابدا .. وكأنه يحمل هم وذل الدنيا على كتفيه .. رايت في وجهه "رجولة مقهورة" .. و"كرامة مهدورة" .. وكيف لا واصغر اصغر صبي من "العائلة المالكة" يتطاول عليه ويهينه وقتما شاء وكيفما شاء بسبب ودون سبب ..
لا يهم أحد آدمية هذا الرجل ولا تاريخه ولا سبب وجوده بعيدا عن ابناءه واهله وبيته وبلده .
لا أحد يهتم ان كان اسمه ابا بكر او "جون" !!
وكأن اسم ابا بكر لا يذكرهم باي شيء له علاقة بالاسلام وبمحمد عليه الصلاة والسلام!؟
كانت "برَّاكته" تقبع في زاوية بعيدة وكأنه "أجرب" يُخشى" ان تنتقل عدْواه للاخرين.
يقدَّم له الطعام بطريقة مهينة جدا .. وكأنه يقدم للمواشي ..
قد يستغرب البعض ممن ليس لديهم خلفية ولكن يا سادة هذه حالة الكثيرين من فقراء المسلمين ممن أجبروا على مهن لا تعكس طهر قلوبهم ولا نضج عقولهم ولا عزة انفسهم ولكنها الاقدار ليُمتحنوا هم ونُمتحن فيهم نحن.
حدثني ابو بكر عن ابنه محمد وكيف انه لم يره منذ قرابة السنتين ... يا الله ... سنتين لم ير فلذة كبده .. لا "كاميرا انترنت" ولا اتصالات الا عندما "يحن" عليه احد مُلاك المزرعة ليأخذوه لمقر البريد ليحدث اهله من هناك ان كان محظوظا و"علق الخط" كما أخبرني.
كاد يبكي ابو بكر وهو يحدثني عن زواج ابنته من ابن عمها في غيابه .. فكانت هي امنية الابنة العروس .. لم تتمنى شهر عسل بتركيا او بسوريا او بقبرص ! تتمنى ان يكون والدها الى جانبها ... لكن لقمة العيش تغير الاتجاهات وتعترض الافراح !
افليس من المعيب ان نكون نحن والدنيا على امثال هؤلاء وننغص معيشتهم ونحن نحمل امانة الاسلام .. دين الكلمة الطيبة والعدل.
عموما لم أعترض ابا بكر في حديثه بالرغم من صوته الاجش يدل على انه يحبس دموعا لعل حبسها هو ما تبقى من رجولة مكسورة .. لم اعرتضه ولم اغير دفة الموضوع ليس لاني اتلذذ بالاستماع لمآسيه الكثيرة بل لانني اردت ان اقدم له خدمة بان استمع اليه !!
لعله لم يتحدث مع احد لسنوات ولم يسمعه احد لسنوات .. فاي قلب يحتمل الكبت لايام وشهور وسنوات !؟
هل لانه "راعي غنم" و"مغترب" يعني انه آلة ليس له قلب او احساس .. ليس لديه اناس يتذكرهم عندما يضع راسه على وسادته .. لا يرى صورة ابنه في القمر وزوجته في الشمس وابنته في زهرة الحقل !؟
حدثني ابو بكر انه يحفظ كتاب الله ... وكانت هذه هي الضربة القاضية لي ..
حاورته قليلا عن بعض الايات فوجدته يسرد ها دون انقطاع أو توقف .. بل ويقول لي قرأها ورش هكذا وقالون هكذا وحفص هكذا !!
لو علم اهل المزرعة فضل القران وفضل قلبٍ يحمل القران هل سيعاملونه بتلك الطريقة يا ترى!؟
ومن وحي لقائي بابي بكر أقول :
متى يا ترى نترفق ببعضنا "اي بالمسلمين" من البلدان المجاورة ؟
متى سنعاملهم على انهم "مهاجرون" في سبيل الله .. تركوا الاهل والبيت لانهم يسعون وراء لقمة عيش بالحلال .. ضاقت بهم الارض في دارهم فلجؤوا لبلادنا وفضلوا خدمتنا على ان يسرقوا او ينصبوا في بلدانهم.
متى سنتواضع يا ترى ونعلم ان التونسي انسان مسلم وان المصري انسان مسلم وان السوداني انسان مسلم وان كثير من التشاديين هم أناس مسلمون وانه لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى ..
متى سنتعلم آداب معاملة المسلم ايا كانت قوميته او دولته او لونه!؟
الى متى ونحن نعيش الغرور والترفع على الناس من كل جنس ولون وكاننا نحن الذين ملكنا الارض!؟
ليس عيبا ان يفاخر الانسان باصله وببلده ولكن لا يجوز ان يكون هذا على حساب الاخرين.
المسلمون في بلادنا أمانة في اعنقانا نحن كشعوب وليس من مسؤولية الدولة ان تحفظ حقهم او ان تحميهم على الاقل من وجهة نظري.
والاهم لنتعلم الا نمن على احد .. ان اعطينا "السبَّاك" اجرته نكاد نرميها على وجهه او على الارض ..
متى سيتوقف شبابنا "المسلم" عن السخرية من "العمَّال" الذين يجلسون على الطرقات والذين همهم هو كل سيارة تتوقف فيركضوا اليها ليكتشفوا انهم شباب "يضيعون" الوقت ويتسلون بهم ويريدون ان "يضحكوا".
لنتذكر ان الله عز وجل يمتحننا بفقر هؤلاء !
لنمحو من عقولنا عقدة "الافضلية" والتي نعاني منها كلنا كعرب وزادت في بلادي "ليبيا" الى حد مقزز.
كل عربي مسلم يرى نفسه افضل من جيرانه.
التونسي كذاب والمصري سارق والجزائري خائن وفلان شاذ والاخر فاسد اخلاقيا .. حتى تضيق الحلقة فنجد انفسنا بمفردنا .. نحن العرق السامي والكلام ينطبق على جل المسلمين في البلدان العربية فالتونسي يُقيِّم الليبي والمصري والجزائري والمغربي وهكذا الى ما لا نهاية.
يقول البعض .. وماذا جاءنا من وراء هؤلاء !؟
وعاملناهم بالمعروف وكل يوم تسجل جرائم واعتداءات فأقول ان الله حرم الظلم على نفسه وجعله محرما بين عباده .. فلماذا نظلم الكل بسبب ما اقترفه قلة !؟
يقول الله عز وجل في سورة المائدة : "وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ".
فيا سبحان الله نحن مطالبون بالعدل حتى مع العدو فعداءنا له لا يجعلنا نظلمه ونطغى فما بالنا باخوة لنا شردهم الجوع ولافقر فهربوا الى بلادنا طلبا للرزق !؟ ولماذا وهم يخدموننا ويكذب من يقول اننا في غنى عنهم !؟
علَّمنا منذ طفولتنا " حتى في كتاتيب تحفيظ القران" مسملون عرب وبنوا منازلنا مسلمون عرب وأصلحوا سيارتنا مسلمون عرب.
فلماذا نهينهم وننقص من قدرهم وهم أناس مثلنا مثلهم والفرق انهم فقراء هاجروا للبحث عن الرزق .. او اغنياء يريدون ان يضربوا في الارض لعله يجدو مراغما وسعة في ارض غير ارضهم.
لماذا نهين المعلمون من الجنسيات الاخرى وهم يعطوننا حصيلة علمهم .. ونكن عليهم براتب شهري .. هو حقهم على اي حال فلا نتوقع من احد ان يعلمنا بالمجان مثلا !!
لماذا نحاسب "الانجليز" مثلا على نظرة او لمحة او غمزة ونقول ما أحقرهم وأحقر عنصريتهم !
ونحن نتفنن في العنصرية ضد بعضنا البعض ونحن مسلمون ومن عرق واحد وحتى قبائلنا واحدة موزعة على ارض العرب ..
نلوم الغرب على انهم "احيانا" يقومون ببعض الاعمال العنصرية في بلدانهم ضدنا ونحن "افارقة واسيويين" .. كيف نلومهم وهذا حالنا مع بني جلدتنا يا ترى !؟
ساتوقف هنا .. فالحديث لن ينتهي.
حفظكم الله
لعل المسؤولية اليوم على عاتق النخبة المتعلمة الملتزمة لكي تضع النقاط على الحروف وتتعلم وتُعلم الاخرن كيف يُعامل الانسان لادميته حتى وان كان كافرا فما بالنا بأهل القبلة !؟
سأعود في وقت آخر لاعادة التنسيق "الذي ذهب مع الريح" وكذلك ساقوم بتلوين بعض المقاطع لكي تستريح عيونكم أكثر عند القراءة فيكفي انني فجعتكم بهذه المُطوَّلة :)