الصديق الأخ
هو من يحضن دمعك حين يسيل رغما عنّك قبّل أن يتساقط على الأرض
ويلتقطه بعض المارّة فينكّلون به ويستخدمونه ليزيلوا به ما تأصل فيهم من
غبار أرواحهم التي ماعرفت معنى الإخاء يوما ً ...!!
الصديق الأخ
هو من يفهمك دون أن تنطق بكلمة إذ لاحاجة لك للكلام معه
من نظرات عينيك يقرأ حزنك
لاحاجة للكلام أو الصمت أمامه فهو في كلتا الحالتين يحسن قراءتك ؛
ويحسن كتابتك ؛ ويحسن رسمك بصورة ثابتة لاتتغير بتغيّر الأهواء والأمزجة ؛ولايجعل علاقتك معه مرآة لمشاعر الآخرين نحوك وكثيرا ماتكون في غير محلّها
فإن أحبّوك ....أحبّك
وإن كرهوك أصبحت عنه غريبا ً !!!
لا ؛ هو ليس من هؤلاء !!
هو الوفاء عنوانه والود قائده نحوك
والصّدق طريقه معك وبينه وبينك لا حواجز ولاكتمان ولا لسوء الفهم بينكما مكان .
الصديق الأخ
هو من تعجز الكلمات عن وصفه وتحتار المشاعر النقيّة فيه !!
فهل تفيه حقّه ؟
هو من حين يقدّم لك معروفا ً لاتجد سوى الصمت والدموع ردّا وبديلا ً.
يصرخ بك عندما يجاملك الآخرين
يهمس بأذنك عندما يشهّر بك المغرضون !!!
يُلجم الكلمات لو يوما ً تجرأت على التهجّم عليك
يقتل المشاعر لو يوما ً فكرّت أن تشت عن طريق الحب والإخاء
ويطعنها بلارحمة ويجعل ودّه رهن يديك .
نعم هو
من لايدعك تصمت ولايدعك تتعب ولايدعك تبكي
هو السور المنيع بينك وبين كل الهموم هو قاتلها
في لحظة يبدّدها .
ينصحك ويذكّرك بأنّه وإياك ماأنتما إلاّعابرا سبيل
ولادار لكما هنا بل داركما ليس لها مثيلٌ .
لها تعملان وبها تحلمان
وهناك ستلتقيان !!
حيث لافراق ولادموع ولاأحزان ...
؛
؛
الصديق الأخ
هو من يُسلّم سرّك للريح ويقول لها : خذيه ولاتبقيه
خذيه حيث لاوجود لبشر ؛ ولالآذان مصغية ولا لنفوس
متسوّلة !! تتسوّل الأسرار كما يتسوّل الأيتّام الحنان
وكما يستجدي المظلومون العدل ؛ وكما يستعطف الضعفاء المماليك !!
يقول لها :
خذيه وألقيه في اليم
وإن قصصتِه !!!
لن أخاف عليه
لاترجعيه !!!
فأنا لاأريده وعنّي وعن صاحبي أبعديه
هذا هو الصديق الأخ
وغير هذا !!
لايستحق أن يكون أخا ً ورفيقا ً لأخيه .
اخواتي قبل ان نقول من اين لنا بمثل هذا الصديق فلنتمهل ولنسال انفسنا هل نحن نعم الصديق للاخرين حتي يبادلونا نفس المشاعر والمعاملة