السلام عليكم ...
أود في هذا الموضوع طرح قضية التطعيمات ودورها في وقاية اجسامنا من الامراض وقد طرح علي الموضوع احد الاخوة في المنتدى وأود أن أعرف وجهة نظر كل شخص  وإذا كان يرى أنها لازمة للوقاية من الأوبئة  أم أنها لا داعي لها ...
وسأسرد في البداية نبذة علمية مختصرة ومنقولة حول التطعيمات أو اللقاحات ...:

إن المولود حين ينتقل إلى بيئة جديدة لا تؤمن له نفس الراحة والحماية التي كان ينعم بها وهو في داخل الرحم، يأتي إلى هذا العالم مسلحا بمناعة شبيهة بمناعة أمه، وهذه المناعة الطبيعية التي انتقلت إليه من أمه بواسطة المشيمة لا تقيه من الأمراض إلا لفترة من الزمن لأنها تزول خلال الأشهر الأولي من حياته ويصبح بدون مناعة وعرضه للأمراض. فالتلقيح في سن مبكر ابتداء من الشهر الأول يثير حس الطفل إلى الجرعات المنبهة الأخرى من اللقاح أو إلى غزوة لاحقة من الجراثيم. وهناك عدد من أمراض الطفولة يمكن الوقاية منها وباستطاعتنا حماية الطفل من مثل هذه الأمراض عن طريق التلقيح.

وتشير منظمة اليونيسيف إن التحصين من أكثر التدخلات في الصحة العامة نجاحا من حيث التكلفة والفعالية. وفي السنوات الأخيرة أصبح التحصين يصل إلى ما يقرب من 80% من الأطفال الصغار، وينجو سنويا بسبب التحصين أكثر من 2,1 مليون طفل الموت، وأعداد لا تحصى من المرضي والعجزة. وقد حدثت تغيرات جذرية في أسباب الوفاة من أمراض الطفولة مثل الدفتيريا والحصبة وشلل الأطفال منذ إدخال برامج التلقيح. وتشير منظمة الصحة العالمية إن عام 2005 شهد ارتفاعا ملحوظا في تطعيم الأطفال في منطقة الشرق الأوسط بلغ 83%. وبرغم هذا الانجاز، هنالك 2,6 مليون طفل في المنطقة لم يحصلوا على لقاحات الطفولة الروتينية. وذكرت وزارة الصحة السعودية في تقريرها السنوي، انخفاض معدل الإصابة بأمراض الطفولة بسبب ارتفاع نسبة تحصين الأطفال إلي أكثر من 90% حققت في خلال عقد من الزمن.

وتقوي اللقاحات جهاز المناعة عن طريق تحفيزه لإنتاج أجسام مضادة للمرض، فعندما تدخل الميكروبات الجسم، يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة لمحاربة هذه الميكروبات، وحماية الجسم. وإذا تعرض الجسم مرة أخرى لنفس الميكروب، فستقوم الأجسام المضادة بالتصدي له.

ويتم التطعيم عادة عن طريق حقن شكل مخفف من المرض المراد التحصن ضده،. وهنالك نوعان من اللقاحات: السلبي والايجابي، يعمل السلبي عن طريق إدخال أجسام مضادة جاهزة في الجسم، ويعمل اللقاح الايجابي عن طريق حقن شكل مجهد من العدوى التي تحفز جهاز المناعة علي تشكيل الأجسام المضادة. يجب علي الآباء حماية أطفالهم في سنواتهم الأولي من الإمراض التي يمكن إن تكون قاتلة في بعض الأحيان، عن طريق التحصين ضد اخطر إمراض الطفولة. ويعتبر القضاء علي مرض الجدري من أشهر قصص نجاح التطعيم، فقد كان يعد واحدا من أكثر الإمراض الفتاكة التي عرفتها البشرية، وكان يزهق أرواح الملايين كل عام. فتم القضاء عليه نهائيا منذ نجاح الحملة التي نظمتها منظمة الصحة العالمية في عام 1967.

ومن اللقاحات المتاحة للحماية من الإمراض:-
·        بي سي جي (BCG): يحمي ضد مرض الدرن الرئوي. يعطي هذا اللقاح عند الولادة أو خلال أول شهرين.

·        دي تي بي (DTP): هذا لقاح مركب يحمي من الأمراض الثلاثة، الخناق والكزاز والسعال الديكي. لقاح الدفتريا والكزاز يتكونان من سموم غير فعالة تنتجها كائنات حيه دقيقة، في حين إن لقاح السعال الديكي يتكون من ميكروبات ميتة. يتم التطعيم في ثلاث جرعات، عادة عند الشهر الثاني، والرابع والسادس.

·        شلل الأطفال (Polio): ويسببه فيروس، واللقاح هو فيروسات مجهدة، يعطى عن طريق الفم أو الحقن، يتكون من ثلاث جرعات وعادة ما تكون فعالة، تعطي بعد الولادة وبعد ذلك مع مجموعة اللقاحات أخرى.

·        ام سي في (MCV): لقاح الحصبة يتكون من فيروسات مجهدة تعطي للطفل في عمر 12-15 شهرا. في الوقت الحاضر ادخل عدد من البلدان بما فيها السعودية والإمارات والبحرين لقاح مركبا يحمي أيضا من النكاف والحصبة الألمانية.

·        ام ام ار (MMR): لقاح مركب يحصن ضد الحصبة والنكاف والحميراء * (الحصبة الألمانية). يتكون من فيروسات مجهدة. يتم اللقاح بين الشهر 12 و15. في بعض البلدان تعطي جرعة معززه بين السنتين الرابعة والسادسة.

·        HepB: لقاح التهاب الكبد الوبائي (ب) يحمي من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي (ب). عادة ما يعطى اللقاح في ثلاث جرعات.

·        HiB يحمي الجسم ضد التهاب السحايا. يتكون اللقاح من ميكروبات ميتة تضاف اليها بروتينات. ويعطى في الشهر الثاني والرابع والسادس.

·        PCV: البكتيرية العقدية الرئوية وتعطى على أربعة جرعات .

·        HepA: لقاح التهاب الكبد الوبائي (ا) يحمي من الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي (أ). عادة ما يعطى اللقاح في جرعتين.



والفترة التي يتم تطعيم الأطفال خلالها تمتد منذ الولادة إلى عمر سنتين.. وبعض الأمراض تحتاج إلى جرعات منشطة بين الأعمار(4) و(6) سنوات.. وفي الغالبية العظمى من الحالات لا تسبب التطعيمات آثار جانبية شديدة. ولكن بعض التطعيمات ربما تسبب بعض الألم البسيط والورم في موقع الحقن. وبعض الأطفال يصابون بحمى بسيطة ويحتمل أن يشعروا بالنعاس أو أن يصبحوا سيئي الطبع ولكن الإصابة بأمراض مرحلة الطفولة الخطيرة أخطر بكثير من تعرض الطفل لعرض جانبي ناتج عن التطعيم.

إذاً الطريق الأفضل لضمان صحة أفضل لطفلك هي الوقاية من الأمراض. والطريق الأفضل لمنع حدوث عدد من الأمراض هو أن تتأكد من أن طفلك يتلقى التحصين الملائم..وبدون القيام بالتطعيمات في الوقت المناسب وحسب الجدول فقد تصيب العدوى طفلك، ولعدم وجود المناعة والمضادات الجاهزة للعمل فقد تظهر الأعراض المرضية عليه مثل ارتفاع في درجة الحرارة ، السعال ، الطفح الجلدي ، وقد يصاب بمضاعفات المرض مثل الشلل أو إصابة الدماغ ، العمى ،الصم ، وغيرها

وموانع التطعيم قليلة جداً ويعرفها جيداً طبيب الأطفال وطبيب العائلة، ويعتقد بعض الأهل أن وجود حرارة بسيطة أو زكام تمنع التطعيم مما يؤدي إلى عدم تطعيم الطفل لمدة طويلة، إذا كان لديك شك فاسأل طبيبك، وإذا كان هناك مانع للتطعيم في ذلك اليوم فأقتنص أقرب فرصه للقيام بالتطعيم .

والأطفال الذين لم يأخذوا الجرعات في وقتها، فإنهم يجب أن يأخذوا هذه الجرعات بطريقة مختلفة ليستطيعوا اللحاق بأقرانهم، لتتم لهم الوقاية بإذن الله، ويجب عدم إهمالهم .

ومن المهم إن يتواصل التحصين للقضاء على الإمراض، حتى لو كانت هناك حالات قليلة فقط من مرض معين، فإذا أهملت الحماية، فسيحدث مزيد من الإصابات وسوف يبدأ المرض في الانتشار مرة أخرى.

ختاما فان التحصين لا يحمي الطفل فقط بل يحمي أيضا كل من يحيط به من الإمراض المعدية. وبطبيعة الحال، لا احد منا يريد إن يرى أطفاله مرضى، وإذا استطعنا لحميناهم حتى من نزلات البرد الشائعة..وكآباء فان دورنا، التأكد من حماية أطفالنا وإتاحة الفرصة لهم ليعيشوا حياة صحية خالية من الإمراض.

_______________________________

(وَمَن يَتّقِ اللّهَ يَجْعَل لّهُ مَخْرَجاً *
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكّلْ عَلَى اللّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ إِنّ اللّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللّهُ لِكُلّ شَيْءٍ
قَدْراً)