إخوتي في الله :-
للناس مجالس يرتادونها ، وبينهم أحاديث يداولونها ولكل من المحادثة والمجالسةآداب جميلة لطيفة عفيفة خالية من المشادات التهكمية .. ومن المتأمل لأحاديثنا ومجالسنا نلاحظ فيها خللاً كبيراً،وتقصيراً كثيراً .. تجدنا نغضب لأبسط الأسباب .. تجدنا لا نتحكم في مشاعرنا (البغيضة) .. تجدنا لا نفلح سوى في ذم هذا أو جرح ذاك .. لا نحمل من تعاليم الدين الإسلامي .. سوى اسمها .. فلماذا لا تكون أحاديثنا ومجالسنا عامرة بالجد والحكمة،بعيدة عما ينافي الأدب والمروءة .. خالية من البغضاء والشحناء .. وأيضا بعيدة عن الأحقاد الشخصية .. يكون فيها محورنا الأساسي هو إيصال الفكرة الطيبة .. والإيفاد بالمعلومة القيمة .. بأسلوب يبطنه الرحمة .. ويغلفه الود والتراحم .. أسلوب حواري علمي .. يدل على رقي صاحبه .. ورقي مستواه الاجتماعي .. وأيضا يدل على رجاحة العقل وحسن التصرف والحكمة .. فمن هنا سنحاول وضع بعض الأخطاء في آداب الحوار .. علنا نتعظ .. ونبتعد .
فمن الأخطاء الشائعة في آداب الحوار :-
الثرثرة :-
تجد المتحدث يبدأ حديثه .. بل وينهيه بكلام حول نقطة واحدة .. يتشعب في الطرح .. حتى يضيع مضمون الكلام .. ويضيع الفائدة المرجوة .. وينسى أن ... (خير الكلام ماقل ودل) ..
الغفلة عن مغبة الكلام :-
فتجد المحاوِر .. بنطق بالكلام لا ندري من أين يخرجه .. فلم نسمع منه الا كلام مذبذب ليس للعقل ولا للعرف عرق فيه .. فتراه كلام غير مفهوم وأيضا غير مسؤول .. للأسف ..
وأيضا مما لوحظ في الأونة الأخيرة في هذا الصرح الطيب ..
قلة المراعاة لمشاعر الآخرين:-
وكأن المتحدث لا يملك إحساس .. أو أن الشخص الذي أمامه هو عبارة عن ألة .. متناسيا تمام أن من أمام هذه الألة من الجهة الأخرى .. هو إنسان مثله تمام .. يحمل من المشاعر والأحاسيس ماتحمله ...
وأيضا يوجد :
كثرة الأسئلة وتعمد الإحراج فيها:-
فنراه يخرج من سؤال إلى آخر هدفه الوحيد هو إحراج المتحدث أمامه .. وبذلك يتشعب عن الموضوع نهائيا ..
ومن الملاحظات العنيفة والمؤسفة ..
الغلظة في الخطاب & الشدة في العتاب ..
وأيضاً ..
الدخول في النيات.. فيحكم عليك بكل سهولة بأنك كنت تريد كذا وكذا .. متناسيا كذا متباعدا عن كذا .. وكأنه يعلم بالغيب _سبحان الله_ مبتعدا بذلك عن أهم وأنبل الأخلاق ..
ونجد - الغضب.- الهجر والصرم.. ويتبادر عند أذهاننا عندما نرى اسم المُحاور .. ونعلم تمام بأن النقاش سيكون عقيما .. غاضبا .. صارما .. لا للين ولا للمرونة فيه طريق أبدا ..
- ومن أسوء أخطاء الحوار هو قلة الإنصاف.. والتحدي والإفحام الخالي من المرونة والروح الرياضية ..
ومن المصائب ..
الإصرار على الخطأ، والأنفة من الرجوع إلى الحق..
ياأخوتي من منا لا يخطئ .. من منا معصوم عن الخطأ .. ولكن الشخص النبيل هو من يعترف بخطئه ..
مما يزيده علوا وشرفا في أعيننا .. على عكس المتكبر الرافض الرجوع للحق ..
ومن الملاحظ أيضا ..
قلة العلم بمادةالحوار..
فإن لم يكن لديك العلم بما معروض للتحاور .. فليس عليك سوى المتابعة فقط ..
.
التشعُّب في الحوار، والخروج عن المضمون:-
وهو مانلاحظه جميعا .. فيبدأ الحوار بموضوع كلنا نتلهف لأسلوب راقي في الحوار .. لنجده بعد ذلك
يصب ماؤه في نهر النيل .. بعيداً جداً عما كانو يصبو إليه من مبادئ ..
ومن المُشين أيضاً ..
بذاءة اللسان والتفحش في القول والتّقَعّرُ في الكلام والخوض فيما لا طائل تحته
وكثرة التلاوم وتتبع عثرات المحاور والقيام بما ينافي الذوق في المجالس..
هذه الأخطاء وغيرها وغيرها .. كلنا نلاحظها .. لم أقصد أحدا بعينه فيما ذكرت .. ولكنها كلمات خرجت من القلب .. علها تصل إلى قلوبكم جميعا ,, لتغيير الوضع الراهن الذي أغلبنا ولن أقول جميعنا .. معترض على ذلك .. ألا تلاحظون معي أن معظم المواضيع الموضوعة للنقاش عمرها قصير جدا !!! لماذا ؟؟
إما للردود الغير مبالية .. أو لإنعدام الرقي .. والتحدث بأسلوب متعالي خالي من الفائدة .. فتكون نهايته الإغلاق .. أمر مؤسف .. ..من أشبال المستقبل !!!
أخي المحاوِر .. أختي المُحاوِرة .. نحن لانعرفك ولا نعرف أهلك ولا بيئتك إلا من خلال ردودك .. فلا تعطوا انطباعا سيئا عن ما أنتم فيه .. وتعاملوا بأنكم أصحاب المكان .. دعاماته ..بكم يُشد الظهر .. وبكم ترتفع السمعة الطيبة .. وبكم نرقى ونرتقي للأفضل .. رجاءاً ..
كلُُّ الوِد..