دير من الليمونة الحامضة عصير ليموناطة
الفرق بين الانسان الغبي, الذكي والعبقري هي القدرة على التعلم من الأخطاء لمواجهة الامور فالشخص الذكي يحول الخسائر إلى أرباح، والغبي يجعل المصيبة مصيبتين.
ولله الحمد، فالانسان المؤمن بالله ذكي دائما، ولنا في تاريخنا ما نفتخر به ونستخلص منه الحكمة والعبر. وبدايه برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، الذي طرد من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.وسجن أحمد بن حنبل وجلد فصار إمام السنة، وحبس ابن تيمية وخرج من حبسه عالما كبيرا، ووضع السرخسي في قعر بئر خاوي فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد ابن الأثيرِ فصنف جامع الأصول والنهاية وهو من أشهر كتب الحديث، ونفي ابن الجوزي من بغداد فجود القراءات السبع.
وهل تعلمون ان اغلبية الليبيين الذين طردوا وهاجروا خلال الاربعه عقود الماضية فرارا من الظلم والقهر والطغيان، اغلبيتهم اليوم من القياديين في المؤسسات الاوروبية ومن افضل الاساتذة في الطب والهندسة وغيرها في الجامعات الغربية ونسبتهم كبيرة مقارنه بالجاليات العربية الاخرى والليبيين ينافسونهم في هذه المجالات ولله الحمد. ولقد التقيت ببعضهم وهم على درجة كبيرة من الاخلاق والعلم ولكن للأسف من تزوج منهم بأجنبيات فان اطفالهم بالرغم من اسماهم العربية فهم لا يتكلمونها. وإنني عندما اذكر هذا المثل، فانا فخور بأبناء بلادي.
عليه فنصيحتي الى اخي الموفد واختي الموفدة، إذا داهمتك مشكلة فانظر الى الجانب المشرق منها، وإذا كانت ظروفك كاليمونة الحامضة فأضف إليها حفنة سكر لتصنع عصير اليموناطة اللذيذ، وإذا أهدى لك احدا ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك الباقي، وإذا لدغك عقرب فاعلم أنه مصل ومناعة حصينة ضد سم الافاعي .
عليك اذا ان تتكيف مع ظرفك القاسي، لتخرج منه منتصرا باذن الله وروحك معطرة بالورد و الياسمين ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) .
فكرة جائتني من كتاب لا تحزن ، لعائض القرني
عدل سابقا من قبل abdel_libya في الثلاثاء 28 فبراير 2012, 8:41 pm عدل 3 مرات