خطوة خطوة نحو التفكير القويم . ثلاثون ملمحاً في أخطاء التفكير وعيوبه .
--------------------------------------------------------------------------------
تـنـمـيــة الشـخـصـيــة
خطوة خطوة نحو التفكير القويم
ثلاثون ملمحاً في أخطاء التفكير وعيوبه الجزء 1
بقلم أ.د.عبد الكريم البكار
تلخيص : المؤثر
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول اللهنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد :
عندما نتحدث عن تنمية الشخصية , فإن هذه التنمية تتم من خلال تنمية عناصر الشخصية ومكوناتها . وإن أبرز وأهم مكونات الشخصية هو العقل الذي هو أداة التفكير , فإذا عملنا على تنمية العقل ليقوم بوظيفته المنوطة به , كان ذلك في الواقع تنمية ً للشخصية من خلال تنمية جانب التفكير في الإنسان. وعليه يعد هذا الجهد اليسير كخريطة لكل من أراد أن يسير عليها . وأسأل الله أن ينفع به.
&تعاريف مهمة :
#التنمية باختصار شديد: ((الزيادة)). وهي ((التكثير)). نما الشيء نماء ونمواً: زاد وكثر.
#الشخصية ((صفات تميز الشخص من غيره، ويقال: فلان ذو شخصية قوية: ذو صفات متميزة وإرادة وكيان مستقل(محدثة))).
#الشخصية: ((مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره)).
#التفكير: هو استعمال العقل بكل تجهيزاته للانتقال من المعلوم إلى المجهول أو استعماله في استثمار المعلوم من أجل الوصول إلى مجهول.
&أهمية التفكير :
#التفكير مطلب، وهو ضرورة إنسانية، وضرورة شرعية، فبدونه يفقد الإنسان إنسانيته ويصبح كما قال الله عن الذين امتلكوا أدوات السمع والبصر والفهم ولكنهم عطلوها: (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل).
&خطوة نحو التفكير القويم :
&ثلاثون ملمحاً في أخطاء التفكير وعيوبه :
1-لماذا نخطئ :#من الواضح أننا لا نستخدم التفكير دائماً، فالأمور المحسوسة المعتادة لا نحتاج إلى استخدام الفكر في إدراكها أو أدائها؛ فإذا أردنا معرفة مساحة غرفة احتجنا إلى أداة نقيس بها. وإذا أردنا الوصول إلى مكان العمل استخدمنا الوسيلة التي نستخدمها يومياً ولم نجد أي حاجة إلى التفكير في تحقيق ذلك؛ لكن حين تتعطل الوسيلة التي كنا نستخدمها، وندخل في مشكلة تأمين بديل عنها، فإننا حينئذ سنستخدم ما لدينا من خبرات ومعلومات وإمكانات ذهنية كي نعثر على ذلك البديل، وهذا هو التفكير.
#هناك وهن أو خلل في إمكاناتنا الذهنية من خيال وذاكرة وقدرات على التحليل والتركيب، فإن الوصول إلى حل جيد سيكون غير ممكن.
#قد يملك الواحد منا إمكانات ذهنية ممتازة ولكنها مع ذلك لا تتناسب مع المشكلة التي نريد حلها، نظراً لضخامة وحجم تلك المشكلة.
#عائداً إلى أن الخرائط التي في حوزتنا قديمة جداً أو غير دقيقة وحديثه.
#قد نخضع لضغوط داخلية تحرفنا عن الوصول إلى الرأي أو الرؤية أو الموقف المطلوب. وتلك الضغوط تتمثل غالباً في أهوائنا وميولنا ورغباتنا، حيث أن العواطف تؤثر بقوة على عمل العقل.
#قد تمارس علينا ضغوط خارجية من جهات متنفذة أو من جهات تتحكم في أسباب معاشنا أو رفاهيتنا أو نتعرض لضغوط اجتماعية مبناها على الأعراف والتقاليد الخاطئة فنضطر إلى أن نصل إلى حلول ونتائج وآراء نصف صحيحة، تراعى فيها اعتبارات جهات الضغط.
#بسبب بنيوي يتمثل في الفجوة الفاصلة بين محدودية الإدراك وطلاقة الإرادة والطموح والتطلع حيث أن تجهيزاتنا الفكرية وخبراتنا ومعلوماتنا كثيراً ما تكون غير كافية لتلبية طموحاتنا.
2-قصور العقل البشري :
#العقل البشري عقل محدود.
#العقل البشري ليس بنية مكتملة متميزة منحازة معزولة عن السياقات المعرفية أو عن المشكلات والقضايا التي يعالجها أو يشتغل عليها. وإنما هو إمكانات ومفاهيم وبدهيات ملتبسة بالمعطيات المعرفية متفاعلة معها، كما أنها ملتبسة بالمشكلات الوجودية المختلفة ومتفاعلة معها أيضاً.
#العقل البشري أبدع حلولاً كثيرة لمشكلات الناس، وساهم في توفير الراحة لهم، وهذا موضع تقدير منا جميعاً؛ ولكن علينا أن نقول: إن إبداعات العقل أوجدت مشكلات كثيرة مثل تلوث البيئة ومخاطر الطاقة النووية.
#العقل البشري عاجز عن التنبؤ الدقيق بما يمكن أن يقع في المستقبل.
#لا يملك العقل البشري أي عتاد حقيقي يمنعه من التورط في صناعة الخرافات وقبولها.
3-العجز عن التفصيل :
#إن من جملة المشكلات التي تنشأ من تفكير الأميين وأشباه الأميين: العجز عن التفصيل والتقسيم، واللجوء إلى التفكير عبر الكليات، مما ساهم في إيجاد بنية عقلية غير دقيقة، كما ساهم في إيجاد قطيعة معرفية بين التيارات الثقافية والإصلاحية والدعوية الموجودة في الساحة الواحدة.
#العجز عن التفصيل ليس ناشئاً من عجز في العقل، ولكن من خلل في الثقافة، وخلل في التربية الفكرية.
4-وهم الحياد الكامل :
#كثيراً ما يكمن الخطأ في إنكار وقوع الخطأ.
#الخطأ الذي نقع فيه، هو تصور وجود إمكانية لقبض على الحقائق الصافية، ورؤية الأمور رؤية واحدة متطابقة مهما اختلف الناظرون، ومهما اختلفت زوايا وهذا في الحقيقة ممكن إلى حد بعيد في المسائل الرياضية والفزيائية والكيمائية، أما في المسائل العقدية والأخلاقية والتاريخية والاجتماعية والإنسانية عامة، فإن ادعاء الحياد من قبل بعض الناس، لا يعدو أن يكون وهم من الأوهام.
5-الخلط بين النظام المفتوح والنظام المغلق :
#يميل العقل البشري إلى الاعتقاد بالصواب االمطلق. ويبدو أن ذلك يتم جرياً خلف قانون السهولة، إذ إن إدراك المطلق أسهل من الإدراك النسبي.
#أي جهد يبذل في أي مجال من مجالات الحياة يخضع لواحد من نظامين: نظام نسميه النظام المفتوح، ونظام نسميه النظام المغلق. يكون النظام مغلقا حين ينعدم تأثره بالعوامل الخارجة عنه . وأوضح مثال على النظم المغلقة نظم الرياضيات والنظم الكيميائية . أما النظام المفتوح فالوضع معه مختلف حيث يتم السماح لنظم أخرى باختراق النظام الذي نتبعه في عمل ما ، وأظهر مثال على ذلك ما يتم في الأعمال التربوية والتجارية .
6-اللجوء إلى الحل وسط :
#عند العجز عن اتخاذ قرار وعند التباس الأمور، وفي حالات الخوف يجد الناس أنفسهم مدفوعين إلى الابتعاد عن الآراء والحلول المتطرفة، ويأنسون بالحلول والآراء المتوسطة، وهم يفعلون ذلك غالباً عند غموض المواقف وانعدام الأدلة.
#ليس الحلول المتوسطة دائماً صحيحة.
7-الاهتمام بالصغير المباشر :
#التركيب العام لعقولنا وثقافاتنا شديد الحساسية والتنبه للأشياء المباشرة مهما كانت صغيرة، كما أنه على العكس من ذلك مصاب بالتبلد والترهل تجاه الأمور غير المباشرة مها كانت كبيرة. فالأخطار الكبرى المألوفة وغير الحادة لايراها الناس . والأخطار الصغيرة المفاجئة تثير أوسع الاهتمامات إذا وصلت إليهم عن طريق مباشر . قتل محمد الدرة قد أثار كثيرا من المسلمين في أنحاء العالم ، وفتق قرائح كثير من الشعراء على نحو لم يصنعه قتل ألوف الفلسطينيين عبر سنوات طويلة ماضية .
8-الفكر يشوه الواقع :
#طالما أبدى العقل البشري ألواناً من العجز عن إدراك الواقع الذي دائماً نتباهى بفهمه والتصرف به والسيطرة عليه ومنبع عدم إدراكنا على نحو صحيح للواقع، يتمثل أساساً في جهلنا بطبيعة الواقع وصعوبة التعامل معه فنحن نظن دائماً أن معرفتنا بالواقع تامة، ونستغرب كلام من يقول: إن إدراكنا للواقع على نحو تام صعب ومستحيل.
#إن الواقع يملك إمكانية كبيرة على الالتواء والانثناء ولاحتجاب؛ وعلاقة أذهاننا به ليست علاقة قابض مع مقبوض، ولا علاقة آخذ مع مأخوذ، وإنما هي علاقة تفاعلية بين ذاتين لينتين؛ مما يقضي بصحة القول: إن محاولات فهمنا للواقع هي أيضاً محاولات إنتاج جديد له .
#أن الواقع الذي نريد فهمة يتمتع بطبيعة زئبقية؛ فهو يستعصي على التشكيل. وهذا وذاك يدفعنا دفعاً إلى الرضا باجتراح سطحي له ، وبإدراك جزئي غير مكتمل ، وقابل للجدل والنقاش ، فضلاً عن أنه قابل للزلل والخطأ أيضاً . وحين نؤمن بهذا نستطيع أن نسير في الاتجاه الصحيح لفهم الواقع ، وذلك عبر استقصاء منهجي له من خلال تحديد التعريفات وتقسيم الواقع إلى أصغر وحدات ممكنة ، ومن خلال القيام بتحريات منظمة ، وتسجيل المشاهدات ، وإجراء الإحصاءات التي تساعد على زيادة قدرات حواسنا الضعيفة والمحدودة .
9-الصواب الوحيد :
#من الواضح أن الأشخاص الأقل ثقافة لدينا مغرقون في استخدام الألفاظ الدالة على الأشياء المتوحدة، حيث تسمع منهم: العامل الوحيد، والسبب الوحيد، والتفسير الوحيد، والحاجز الوحيد، والعيب الوحيد. أما الأشخاص الذين نعدهم مثقفين فإن كثيرين منهم يشرحون لك لماذا يعتقدون بالعامل الوحيد والسبب الوحيد.
#إن اعتقادنا بتوحد العوامل والأسباب والمشكلات ، يمنعنا من البحث والتفتيش ، ويفقر حياتنا وتصوراتنا ، بل إنه يجعلنا نرفض ما يمكن أن يغايره حتى لو جاءنا من جهات متخصصه
10-ضعف حساسية العقل نحو النسبية :
#هذا القصور يعد من الأمور التي تعود إلى طبيعة الإدراك في العقل البشري ، فهو على ما يبدو حين يترك لعمله البدهي يدرك الأشياء على أنها معزولة متفردة ، ولايراها على أنها تشكل أجزاء من منظومات كثيرة . وهذا في حد ذاته يوجد الكثير من الانطباعات الخاطئة ، كما يولد مشكلات أخلاقية واجتماعية عديدة .
#كثيرا ما ينظر الواحد منا في الأفكار والمعتقدات التي يحملها حول قضية ما ولتكن إصلاح المجتمع فيجدها غير موافقة موافقة تامة لما لدى الآخرين ، وبالتالي فإنه يجد نفسه غريباً عن المجتمع مختلفاً معهم ميالاً إلى مشاكستهم ، فلا يرى إلا فرديته ، وما يميزه عنهم . وكان في إمكانه أن ينظر نظرة أخرى ، فينتهي إلى نتيجة مختلفة .
#حين يعرض علينا شيء على أنه مفرد ، يتكون لدينا انطباع مغاير للانطباع الذي يتكون فيما لو عرض علينا ذلك الشيء على أنه شيء نسبي . فإننا لووضعنا شمعة في غرفة مظلمة فإنها ستوفر لنا إضاءة ملحوظة ؛ لكن لو وضعناها في غرفة مضاءة بمئة شمعة ، فإنها سوف تبدو وكأنها لا تشكل إية إضافة . وعلى هذا فكم من فكرة رائعة لم نستفد منها ، ولم نحس بها ، لأنها عرضت ضمن مجموعة من الأفكار . وكم من فكرة عادية قوبلت بترحاب شديد ، لأنها عرضت على نحو منفرد .
#أن خداع عقولنا سهل وميسور ، وبإمكان كل واحد من الناس أن يشكل لدينا انطباعات خاطئة ، إذا عرف التقنيات التي تجعلنا نرى النسبي مطلقاً .
#أن العلاقة بين الأشياء والأفكار علاقة متدرجة وذلك التدرج يشكل صلة قربى بينها ، وهذا يمكننا من أن نرى ما يربطنا بمن يخالفنا الرأي ، عوضاً عن أن نرى مايبعدنا عنه .
المؤثر : لكي تكون قصة حياتك عظيمة ، فإن عليك أن تدرك أنك أنت المؤلف لهذه القصة ، ولديك الفرصة كل يوم لكتابة صفحة جديدة .
منقول
--------------------------------------------------------------------------------
تـنـمـيــة الشـخـصـيــة
خطوة خطوة نحو التفكير القويم
ثلاثون ملمحاً في أخطاء التفكير وعيوبه الجزء 1
بقلم أ.د.عبد الكريم البكار
تلخيص : المؤثر
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول اللهنبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أما بعد :
عندما نتحدث عن تنمية الشخصية , فإن هذه التنمية تتم من خلال تنمية عناصر الشخصية ومكوناتها . وإن أبرز وأهم مكونات الشخصية هو العقل الذي هو أداة التفكير , فإذا عملنا على تنمية العقل ليقوم بوظيفته المنوطة به , كان ذلك في الواقع تنمية ً للشخصية من خلال تنمية جانب التفكير في الإنسان. وعليه يعد هذا الجهد اليسير كخريطة لكل من أراد أن يسير عليها . وأسأل الله أن ينفع به.
&تعاريف مهمة :
#التنمية باختصار شديد: ((الزيادة)). وهي ((التكثير)). نما الشيء نماء ونمواً: زاد وكثر.
#الشخصية ((صفات تميز الشخص من غيره، ويقال: فلان ذو شخصية قوية: ذو صفات متميزة وإرادة وكيان مستقل(محدثة))).
#الشخصية: ((مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره)).
#التفكير: هو استعمال العقل بكل تجهيزاته للانتقال من المعلوم إلى المجهول أو استعماله في استثمار المعلوم من أجل الوصول إلى مجهول.
&أهمية التفكير :
#التفكير مطلب، وهو ضرورة إنسانية، وضرورة شرعية، فبدونه يفقد الإنسان إنسانيته ويصبح كما قال الله عن الذين امتلكوا أدوات السمع والبصر والفهم ولكنهم عطلوها: (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل).
&خطوة نحو التفكير القويم :
&ثلاثون ملمحاً في أخطاء التفكير وعيوبه :
1-لماذا نخطئ :#من الواضح أننا لا نستخدم التفكير دائماً، فالأمور المحسوسة المعتادة لا نحتاج إلى استخدام الفكر في إدراكها أو أدائها؛ فإذا أردنا معرفة مساحة غرفة احتجنا إلى أداة نقيس بها. وإذا أردنا الوصول إلى مكان العمل استخدمنا الوسيلة التي نستخدمها يومياً ولم نجد أي حاجة إلى التفكير في تحقيق ذلك؛ لكن حين تتعطل الوسيلة التي كنا نستخدمها، وندخل في مشكلة تأمين بديل عنها، فإننا حينئذ سنستخدم ما لدينا من خبرات ومعلومات وإمكانات ذهنية كي نعثر على ذلك البديل، وهذا هو التفكير.
#هناك وهن أو خلل في إمكاناتنا الذهنية من خيال وذاكرة وقدرات على التحليل والتركيب، فإن الوصول إلى حل جيد سيكون غير ممكن.
#قد يملك الواحد منا إمكانات ذهنية ممتازة ولكنها مع ذلك لا تتناسب مع المشكلة التي نريد حلها، نظراً لضخامة وحجم تلك المشكلة.
#عائداً إلى أن الخرائط التي في حوزتنا قديمة جداً أو غير دقيقة وحديثه.
#قد نخضع لضغوط داخلية تحرفنا عن الوصول إلى الرأي أو الرؤية أو الموقف المطلوب. وتلك الضغوط تتمثل غالباً في أهوائنا وميولنا ورغباتنا، حيث أن العواطف تؤثر بقوة على عمل العقل.
#قد تمارس علينا ضغوط خارجية من جهات متنفذة أو من جهات تتحكم في أسباب معاشنا أو رفاهيتنا أو نتعرض لضغوط اجتماعية مبناها على الأعراف والتقاليد الخاطئة فنضطر إلى أن نصل إلى حلول ونتائج وآراء نصف صحيحة، تراعى فيها اعتبارات جهات الضغط.
#بسبب بنيوي يتمثل في الفجوة الفاصلة بين محدودية الإدراك وطلاقة الإرادة والطموح والتطلع حيث أن تجهيزاتنا الفكرية وخبراتنا ومعلوماتنا كثيراً ما تكون غير كافية لتلبية طموحاتنا.
2-قصور العقل البشري :
#العقل البشري عقل محدود.
#العقل البشري ليس بنية مكتملة متميزة منحازة معزولة عن السياقات المعرفية أو عن المشكلات والقضايا التي يعالجها أو يشتغل عليها. وإنما هو إمكانات ومفاهيم وبدهيات ملتبسة بالمعطيات المعرفية متفاعلة معها، كما أنها ملتبسة بالمشكلات الوجودية المختلفة ومتفاعلة معها أيضاً.
#العقل البشري أبدع حلولاً كثيرة لمشكلات الناس، وساهم في توفير الراحة لهم، وهذا موضع تقدير منا جميعاً؛ ولكن علينا أن نقول: إن إبداعات العقل أوجدت مشكلات كثيرة مثل تلوث البيئة ومخاطر الطاقة النووية.
#العقل البشري عاجز عن التنبؤ الدقيق بما يمكن أن يقع في المستقبل.
#لا يملك العقل البشري أي عتاد حقيقي يمنعه من التورط في صناعة الخرافات وقبولها.
3-العجز عن التفصيل :
#إن من جملة المشكلات التي تنشأ من تفكير الأميين وأشباه الأميين: العجز عن التفصيل والتقسيم، واللجوء إلى التفكير عبر الكليات، مما ساهم في إيجاد بنية عقلية غير دقيقة، كما ساهم في إيجاد قطيعة معرفية بين التيارات الثقافية والإصلاحية والدعوية الموجودة في الساحة الواحدة.
#العجز عن التفصيل ليس ناشئاً من عجز في العقل، ولكن من خلل في الثقافة، وخلل في التربية الفكرية.
4-وهم الحياد الكامل :
#كثيراً ما يكمن الخطأ في إنكار وقوع الخطأ.
#الخطأ الذي نقع فيه، هو تصور وجود إمكانية لقبض على الحقائق الصافية، ورؤية الأمور رؤية واحدة متطابقة مهما اختلف الناظرون، ومهما اختلفت زوايا وهذا في الحقيقة ممكن إلى حد بعيد في المسائل الرياضية والفزيائية والكيمائية، أما في المسائل العقدية والأخلاقية والتاريخية والاجتماعية والإنسانية عامة، فإن ادعاء الحياد من قبل بعض الناس، لا يعدو أن يكون وهم من الأوهام.
5-الخلط بين النظام المفتوح والنظام المغلق :
#يميل العقل البشري إلى الاعتقاد بالصواب االمطلق. ويبدو أن ذلك يتم جرياً خلف قانون السهولة، إذ إن إدراك المطلق أسهل من الإدراك النسبي.
#أي جهد يبذل في أي مجال من مجالات الحياة يخضع لواحد من نظامين: نظام نسميه النظام المفتوح، ونظام نسميه النظام المغلق. يكون النظام مغلقا حين ينعدم تأثره بالعوامل الخارجة عنه . وأوضح مثال على النظم المغلقة نظم الرياضيات والنظم الكيميائية . أما النظام المفتوح فالوضع معه مختلف حيث يتم السماح لنظم أخرى باختراق النظام الذي نتبعه في عمل ما ، وأظهر مثال على ذلك ما يتم في الأعمال التربوية والتجارية .
6-اللجوء إلى الحل وسط :
#عند العجز عن اتخاذ قرار وعند التباس الأمور، وفي حالات الخوف يجد الناس أنفسهم مدفوعين إلى الابتعاد عن الآراء والحلول المتطرفة، ويأنسون بالحلول والآراء المتوسطة، وهم يفعلون ذلك غالباً عند غموض المواقف وانعدام الأدلة.
#ليس الحلول المتوسطة دائماً صحيحة.
7-الاهتمام بالصغير المباشر :
#التركيب العام لعقولنا وثقافاتنا شديد الحساسية والتنبه للأشياء المباشرة مهما كانت صغيرة، كما أنه على العكس من ذلك مصاب بالتبلد والترهل تجاه الأمور غير المباشرة مها كانت كبيرة. فالأخطار الكبرى المألوفة وغير الحادة لايراها الناس . والأخطار الصغيرة المفاجئة تثير أوسع الاهتمامات إذا وصلت إليهم عن طريق مباشر . قتل محمد الدرة قد أثار كثيرا من المسلمين في أنحاء العالم ، وفتق قرائح كثير من الشعراء على نحو لم يصنعه قتل ألوف الفلسطينيين عبر سنوات طويلة ماضية .
8-الفكر يشوه الواقع :
#طالما أبدى العقل البشري ألواناً من العجز عن إدراك الواقع الذي دائماً نتباهى بفهمه والتصرف به والسيطرة عليه ومنبع عدم إدراكنا على نحو صحيح للواقع، يتمثل أساساً في جهلنا بطبيعة الواقع وصعوبة التعامل معه فنحن نظن دائماً أن معرفتنا بالواقع تامة، ونستغرب كلام من يقول: إن إدراكنا للواقع على نحو تام صعب ومستحيل.
#إن الواقع يملك إمكانية كبيرة على الالتواء والانثناء ولاحتجاب؛ وعلاقة أذهاننا به ليست علاقة قابض مع مقبوض، ولا علاقة آخذ مع مأخوذ، وإنما هي علاقة تفاعلية بين ذاتين لينتين؛ مما يقضي بصحة القول: إن محاولات فهمنا للواقع هي أيضاً محاولات إنتاج جديد له .
#أن الواقع الذي نريد فهمة يتمتع بطبيعة زئبقية؛ فهو يستعصي على التشكيل. وهذا وذاك يدفعنا دفعاً إلى الرضا باجتراح سطحي له ، وبإدراك جزئي غير مكتمل ، وقابل للجدل والنقاش ، فضلاً عن أنه قابل للزلل والخطأ أيضاً . وحين نؤمن بهذا نستطيع أن نسير في الاتجاه الصحيح لفهم الواقع ، وذلك عبر استقصاء منهجي له من خلال تحديد التعريفات وتقسيم الواقع إلى أصغر وحدات ممكنة ، ومن خلال القيام بتحريات منظمة ، وتسجيل المشاهدات ، وإجراء الإحصاءات التي تساعد على زيادة قدرات حواسنا الضعيفة والمحدودة .
9-الصواب الوحيد :
#من الواضح أن الأشخاص الأقل ثقافة لدينا مغرقون في استخدام الألفاظ الدالة على الأشياء المتوحدة، حيث تسمع منهم: العامل الوحيد، والسبب الوحيد، والتفسير الوحيد، والحاجز الوحيد، والعيب الوحيد. أما الأشخاص الذين نعدهم مثقفين فإن كثيرين منهم يشرحون لك لماذا يعتقدون بالعامل الوحيد والسبب الوحيد.
#إن اعتقادنا بتوحد العوامل والأسباب والمشكلات ، يمنعنا من البحث والتفتيش ، ويفقر حياتنا وتصوراتنا ، بل إنه يجعلنا نرفض ما يمكن أن يغايره حتى لو جاءنا من جهات متخصصه
10-ضعف حساسية العقل نحو النسبية :
#هذا القصور يعد من الأمور التي تعود إلى طبيعة الإدراك في العقل البشري ، فهو على ما يبدو حين يترك لعمله البدهي يدرك الأشياء على أنها معزولة متفردة ، ولايراها على أنها تشكل أجزاء من منظومات كثيرة . وهذا في حد ذاته يوجد الكثير من الانطباعات الخاطئة ، كما يولد مشكلات أخلاقية واجتماعية عديدة .
#كثيرا ما ينظر الواحد منا في الأفكار والمعتقدات التي يحملها حول قضية ما ولتكن إصلاح المجتمع فيجدها غير موافقة موافقة تامة لما لدى الآخرين ، وبالتالي فإنه يجد نفسه غريباً عن المجتمع مختلفاً معهم ميالاً إلى مشاكستهم ، فلا يرى إلا فرديته ، وما يميزه عنهم . وكان في إمكانه أن ينظر نظرة أخرى ، فينتهي إلى نتيجة مختلفة .
#حين يعرض علينا شيء على أنه مفرد ، يتكون لدينا انطباع مغاير للانطباع الذي يتكون فيما لو عرض علينا ذلك الشيء على أنه شيء نسبي . فإننا لووضعنا شمعة في غرفة مظلمة فإنها ستوفر لنا إضاءة ملحوظة ؛ لكن لو وضعناها في غرفة مضاءة بمئة شمعة ، فإنها سوف تبدو وكأنها لا تشكل إية إضافة . وعلى هذا فكم من فكرة رائعة لم نستفد منها ، ولم نحس بها ، لأنها عرضت ضمن مجموعة من الأفكار . وكم من فكرة عادية قوبلت بترحاب شديد ، لأنها عرضت على نحو منفرد .
#أن خداع عقولنا سهل وميسور ، وبإمكان كل واحد من الناس أن يشكل لدينا انطباعات خاطئة ، إذا عرف التقنيات التي تجعلنا نرى النسبي مطلقاً .
#أن العلاقة بين الأشياء والأفكار علاقة متدرجة وذلك التدرج يشكل صلة قربى بينها ، وهذا يمكننا من أن نرى ما يربطنا بمن يخالفنا الرأي ، عوضاً عن أن نرى مايبعدنا عنه .
المؤثر : لكي تكون قصة حياتك عظيمة ، فإن عليك أن تدرك أنك أنت المؤلف لهذه القصة ، ولديك الفرصة كل يوم لكتابة صفحة جديدة .
منقول